شماعة «المواطن»!
خالد السليمان ..
بعض المسؤولين لا يجد تبريرا لفشله سوى تعليقه على المواطن، فتحميل المواطن مسؤولية الفشل لغياب وعي أو ضعف ثقافة لا يعفي حامل المسؤولية من عجزه وعدم قدرته على إحداث التغيير المطلوب أو صنع البيئة المناسبة للإصلاح!
فمن يتسنم موقع المسؤولية عليه أن يضيء المنارة ليسترشد بها المواطن نحو واقع يحكمه النظام وتسوده العدالة، وهذا وحده ما يخلق الوعي بالنظام وينمي ثقافة الحقوق والواجبات ليكون المجتمع حضاريا منتظما في حركته وتقدمه، أما عندما يكون المسؤول نفسه هو حجر العثرة بأبوابه المغلقة وأدراجه المكتظة وعقليته المعقدة فإن من الطبيعي أن يختل التوازن وتسود الفوضى وتطرق الأبواب الخلفية وتفتح الشبابيك وتمتد الأيادي من تحت الطاولات!
نعم لا أنكر أننا نعاني من مشكلة غياب وضعف وعي وثقافة عند بعض أفراد المجتمع تكاد تخنق معظم فرص الإصلاح، لكن السؤال ما الذي صنع هذه الحالة وما الذي يسهم في استمرارها؟!
ففي كل مكان يسود فيه النظام ليضمن قضاء المصالح وعدالة الحقوق ويكون فيه المسؤول حارسا على النظام لا مالكا لزمامه ومتصرفا بأبوابه، نجد أن الناس تنتظم وتلتزم حتى وأن تعثرت مصالحها ولم تتحقق رغباتها، ما دام المانع نظاما عادلا لا يميز ولا يفضل بين الناس!
لذلك ليتوقف البعض عن جعل المواطن شماعة لفشلهم، فإما أن يكون الإنسان في موقع المسؤولية العامة على قدر المسؤولية وإلا فلينضم للناس بانتظار من يضيء المنارة!
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/05/25