قنوات مفقودة
صالح الشيحي ..
قنوات "يوتيوب" في السعودية كثيرة، وقليلة هي المفيدة والمؤثرة، إذ كرّس نجومها معظم حلقاتهم للسخرية والنقد والتقليد، وأحيانا.. التهريج!
وصلت قنوات "يوتيوب" ذروتها عام 2013، كسرت التقليدية بدقائق قليلة، بأرقام مشاهدات عالية وأرباح إعلانية ضخمة. ناهيك أن ارتفاع سقف الحرية في بعض برامجها وضع كثيرا من برامج القنوات التلفزيونية في موقف محرج حينها. إما أن تلاحق السقف، أو "كل واحد يقفل برنامجه" ويحافظ على صورته الجميلة، وهو ما دفع بعض الشبكات التلفزيونية إلى استقطاب نجوم "يوتيوب" إلى أستديوهاتها!
أمر مؤسف أن تفقد قنوات "يوتيوب" الناجحة وهجها الجميل، بعدما كانت ملء السمع والبصر. نجاحها كان ظاهرة، وكان بالإمكان أفضل مما آلت إليه. كان بالإمكان تحويلها إلى قنوات تثقيفية توعوية. لكنها آثرت المضي في الطريق نفسه فخف وهجها، وتركها الجمهور، وتركها بالتالي الإعلان!
وصلني مقطع "يوتيوب" أجنبي مترجم. تمنيت لو كان من إنتاج إحدى تلك القنوات المحلية. مدته لا تتجاوز 5 دقائق. خذ هذه اللمحة الخاطفة عنه. يبدأ بسؤال صادم: "هل تمنيت من قبل أن تكون قادرا على بعث حياتك من جديد؟!"
يتواصل العرض المدهش، فيمسك بيدك، ويأخذك إلى النتيجة: "فلنبدأ من جديد. من الصفر. يمكنك أن تبدأ. يمكنك الحصول على انطلاقة جديدة". تتواصل الدهشة فيضعك أمام خيارين "يمكنك إما أن تعيش أحلامك أو أن تعيش مخاوفك". تنهمر الأسئلة على شاشة الهاتف المحمول "ما المخاوف التي أسمح لها بسجني؟، التي تمنع عني الشعور بالسعادة؟". يتواصل الطرق "اليوم هو معجزة. لن تحصل أبدا على هذا اليوم من جديد في حياتك. عِش حياتك الآن. ابدأ في التصرف، كأنه آخر يوم لك على هذا الكوكب!"
وعلى الرغم من إعجابي بهذا المقطع المعبّر الذي أنصحكم بمشاهدته، إلا أنني أتمنى بالفعل من قنوات "يوتيوب" الشهيرة أن تغير من خططها -لعل وعسى- وتضع على الأقل مثل هذه الرسائل العميقة الصالحة لكل زمان ومكان، هدفا لها في المرحلة القادمة، ولا تكون مجرد اجتهادات فردية، أو حلقات نادرة ما تلبث أن تظهر ثم تختفي.
بإمكان قنوات "يوتيوب" صنع برامج ناجحة جماهيرية منافسة تستمر. الأمر ليس في حاجة إلى وصفة!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/05/25