سعيد السريحي ..

على الرغم من العناية التي تلقاها الأسر المنتجة والمتمثلة في إتاحة الفرصة لها لعرض وبيع منتجاتها في هذا المهرجان أو ذاك، إلا أنها تظل عناية دون المستوى المطلوب والذي من شأنه أن يحقق مردودا ماديا يكفل لتلك الأسر العيش الكريم.

ذلك أن ما تقوم به تلك الأسر ليس مجرد عمل فلكلوري وتراث شعبي نزين به المهرجانات التي تقام في هذه المدينة أو تلك في مواسم الإجازات والأعياد، كما أن إتاحة الفرصة لهم لا ينبغي أن تكون مجالا للتباهي والاستعراض، ما تقوم به تلك الأسر عمل اقتصادي بحت تسعى من خلاله إلى تحقيق مكسب مادي يحقق لها الاستقرار الاقتصادي في مجتمع استهلاكي أصبح توفير متطلبات المعيشة فيه أمرا تعاني منه كثير من الأسر.

ولذلك كله فإن العناية بالأسر المنتجة تقتضي عملا مؤسساتيا جادا لا يتوقف عند إتاحة الفرص لها خلال المهرجانات والإجازات، ومن أبجديات هذه العناية أن تكون لتلك الأسر مقرات دائمة تعرض فيها منتجاتها طوال العام تكون في مواقع معروفة ومتميزة، وإذا لم يكن بمقدور تلك الأسر دفع تكلفة استئجار تلك المقرات توجب على وزارة التجارة أو أمانات المدن تقديم التسهيلات المختلفة لتلك الأسر سواء بإنشاء تلك المقرات أو تحمل تكلفة استئجارها واستقطاع تلك التكلفة مما تحققه أرباح مبيعات تلك الأسر، كما ينبغي دعم تلك الأسر بقروض طويلة المدى تمكنها من التأسيس الجيد لما تعتزم القيام به من عمليات الإنتاج.

دعم الأسر المنتجة حاجة اقتصادية لا تتوقف عند حدود تلك الأسر فهي عملية تساهم في دعم اقتصادنا الوطني بمنتجات أوشكت الشركات العالمية الكبرى أن تقضي عليها كما أن فيها تخفيفا من نسبة البطالة التي يعاني منها الكثير من شبابنا وخاصة الفتيات، وإذا ما نجح المسؤولون في توفير هذا الدعم الحقيقي فإن جملة من الأهداف يمكن لها أن تتحقق، جملة من الأهداف لا يمكن تحقيقها إذا ما توقف الدعم عند إتاحة الفرص لمشاركة هذه الأسر على هامش المهرجانات الموسمية.

 صحيفة عكاظ