لا تردين الرسايل..!
عبدالله المزهر ..
يقال ـ والعهدة على الناس ـ إن بيانات «بعض» المتقدمين لوزارتي المفضلة وزارة الإسكان قد فُقدت ولا يمكن استرجاعها. وبالعودة إلى طريقة عمل الوزارة فإني أميل إلى تصديق مثل هذا الكلام. ثم إذا أضفنا إلى ذلك أنه لم يصدر من الوزارة ـ الموقرة طبعا ـ أي نفي أو تعليق على مثل هذا الخبر فإن الأمر يصبح شبه مؤكد.
صحيح أن صاحب أي عمل لديه حاسب آلي بسيط يحفظ بياناته بشكل دوري، حتى ولو كان هذا العمل هو بقالة لا تتجاوز مساحتها العشرين مترا، لكن الوزارة ليست بقالة حتى تلتفت لمثل هذا العمل الروتيني الممل الذي لا مبرر له، والذي قد يشغلها عن عملها العظيم الذي تقوم به في سبيل خدمة المطورين العقاريين والذين لن تضيع معلوماتهم بالطبع ولن تفقدها الوزارة، فالقريب من العين والقلب لا تضيع بياناته ولا ملامحه مهما كان الزمان قاسيا وصعبا.
وقد يكون الأمر كله مجرد إشاعة، ولكنها إشاعة مفيدة. والفائدة ليست بالحرص على تجنب حدوث هذا الأمر مستقبلا، ولكن بأن تمسح الوزارة البيانات فعليا وتتخلص من هذا الإزعاج إلى الأبد. وقد يكون ضياع هذه البيانات أشبه بمسح الأرقام غير المفيدة الموجودة في الهاتف.
وعلى أي حال..
ربما تظن الوزارة أن إعلان مثل هذا الأمر قد يكون محرجا ومسيئا لها، ولكني أحب طمأنتهم بأنه لا حرج في الموضوع، وأنصحهم بأن يعلنوا الخبر ـ إن كان صحيحا ـ دون أن يهتز لهم جفن، ولا يتصدع لهم منتج، فلو اختفت الوزارة كلها بما فيها ومن فيها لما تغير في حياة الناس شيء، ولما شعروا بأنهم فقدوا شيئا مهما!
وهذه نعمة عظيمة يحسدون عليها، حين يكونون خفيفين، يمرون دون أن يتركوا أثرا فإن هذا أدعى لمحبتهم وليس العكس!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/06/02