النوم بعش دبابير ولا صالة بنك
هايل الشمري ..
يبدو أنه حتى مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" بدأت تضيق ذرعا بتصرفات وحيل البنوك السعودية، لذا طالبتها بالتوقف عن الادعاء بتقديم أسعار منخفضة لإخفاء تكلفة التمويل الحقيقية.
وبحسب نشرة "بلومبيرج" أمس، فإن مؤسسة النقد حذرت البنوك المحلية التي تقدم قروضا للمستفيدين بأنواعها، من خداع المقترضين بنسب فائدة أقل من النسب الحقيقية التي تحصلها منهم.
مع هذا، ما زالت البنوك تمارس الأساليب ذاتها مع عملائها، خلال تقديم عروض مغرية ظاهرها فيه الرحمة وباطنها العذاب. منها على سبيل المثال، إعلان أحد البنوك تقديم تمويل شخصي بهامش ربح "0%".
أكاد أقسم وأنا صائم، أن هناك حيلة ما يحتالها البنك في ذلك العرض، لكنها كالعادة لا تنكشف إلا بعد أن يقع العميل في مصيدة البنك!
فلو افترضنا أن البنك أراد أن يكفّر عن "تاريخه المتنيل" وممارساته السيئة مع عملائه في السابق، فلن يصل به تأنيب الضمير إلى تقديم قروض بلا فوائد!
كما لا أظن أن أقصى طموحات ذلك البنك هو تحصيل رسوم إدارية مقابل تنفيذ عملية التمويل. والمضحك أكثر لو اعتبرنا أن البنك يهدف من عملية الإقراض تلك فقط كسب عميل جديد إلى قائمة عملائه، واعتبار تحويل ذلك العميل راتبه إليهم هو أقصى مكاسبهم!
وحتى لو أخذنا الأمر من منظور إنساني، فلا أعتقد البنك بعرض كهذا هدفه مساعدة أحد عملائه في تجاوز أزمة مالية تعرض لها، وذلك بإقراضه ما يحتاج من المال بلا أرباح، لأنه إن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن البنك يقدم "قرضا حسنا" وهو ما لا يفعله أي بنك في العالم، ولو أسبغ على تعاملاته صفة "الإسلامية".
مارد البنوك تضخّم لدرجة أن مؤسسة النقد ذاتها لم تعد تقوى على السيطرة عليها، من أجل ذلك يصبح النوم في عش الدبابير أكثر أمانا من مجرد غفوة في صالة بنك!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/06/10