يُدْعَى عليهم.. فكيف يتعايشون معنا؟!
عبد الله منور الجميلي ..
يُدْعَى عليهم.. فكيف يتعايشون معنا؟! قبل سنوات وفي طريق سَـفَـري إلى الرياض مررتُ بإحدى المحافظات؛ لأُصَـلِّـي الجمعة، كان الإمام يُـنْـهِـي خُـطْـبَـتِـيْـهِ بالدعاء وأنا في طريقي للمسجد، حيث رفعَ صوته: (اللهم أهلك النصارى، ودمّرهم، اللهم رَمِّـل نساءهم، ويَـتِّـم أطفالهم، يا الله جَـمّــد الدماءَ في عُـروقهم)، قال ذلك بينما رأيت عَـمَـالـة منهم جُـلوساً بالجِــوَار، انتظاراً لانقضاء الصلاة؛ ليفتحوا المحلات التجارية التي يعملون بها!!
وهنا (وإن كنت دائماً أترك الأحكام الشرعية لأهلها)؛ لكني يومها تساءلت: كيف لأولئك أن يتعايشوا معنا، أو أن يُـدْعُـوا للإسلام، ويقتنعوا به، إذا أدركوا معنى ذلك الدعَـاء الذي انْـصَـبّ عليهم وعلى أُسَـرِهِـم!!
ذلك الموقف تذكرته وأنا أتابع بعض التقارير والمشاهد عن الملاكم الأسطوري المسلم (محمد علي كلاي) الذي توفي قبل أيام رحمه الله، ومنها مقطع تلفزيوني يُـخَـاطِـب فيه جَـمْـعَـاً غفيراً من الحضور، والملايين بالتأكيد خلف الشاشات، ومن ذلك إجابته عن سؤال نَـصّـهُ: ماذا ستفعل بعد اعتزالك؟!
حيث أجاب بثقة: سأقول ما يحثكم على التأمل: سأستعد للقاء الله تعالى، فالأملاك والتّدريب والعقارات لن تدخلني الجنة، ... ثم سألَ الحاضرين: مَـن يؤمن هنا بأنَّ هناك إلهاً ؟ فرفعتْ قِـلّـة أيْديها؛ ليسترسل بعدها، وهو يرفعُ كأس مَـاء أمامَـه: إذا قلتُ لكم بأن هذه الكأس قَـفَـزَت للوجود هكذا، وأنها صَـنَـعَـتْ نفسها... هل تصدقون ذلك؟!
وإذا قلتُ لكم بأن هذه المحطة التلفزيونية التي نحن فيها الآن: أتَـتْ فجأة، ولم يصنعها أحد؛ سوف تقولون: محمد كلاي مجنون.. فإذا كانت تلك الكأس، ومبنى محطة التلفزيون هذه لم يصنعا نفسيهما؛ فكيف بالقمر والشمس والنجوم والمريخ والطبيعة، كيف أتت للوجود؟! إنْ لم يأتِ بها حَكِـيْـمٌ قَـدير، هـو الله!
ومن أجله سأستثمر شهرتي ومالي في الخير، ومساعدة الناس وتوحيدهم...؛ فهناك مَـن يُـراقبني؛ ليُحاسبني بعد الموت على ما فَـعَـلْـتُ... أليس هذا منطقياً؟!)، ولمن يرغب الاستماع للمشهد هذا رابطه:
(https://www.youtube.com/watch?v=DYREdfVcaKc).
تلك العبارات البريئة البسيطة النابِـضَـة بالـصِّـدق، استقبلها الجمع الغفير الذي سمعها بالوقوف، والتصفيق الحَـارِّ!
فاليوم في خطابنا للآخَــر (ومَـن أقصده عَـامتهم، لا المتطرفين منهم، ولامواقف حكوماتهم)؛ نحـن بأمَـسِّ الحاجة لمثل عبارات (كلاي) الهادئة المقنعة المتسامحة؛ في ظِــل ما يتعرض له ديننا الإسلامي مِـن حملات تشويه أبطالها أعداؤه، وتلك الجماعات الإرهابيـة التي تَـتَـلبَّـسُ بِـه!
بقي أنْ أؤكد لكم بأن الحِـوار الهادئ العقلاني، وتوضيح الحقائق هو الطريق الواضح للوصول للآخَرين أو غير المسلمين؛ فهذا (الهولندي آرنولد فَـاندرون) منتج الفيلم المسيء لمحمد صلى الله عليه وسَـلم،أَسْـلم وزار الحرمين الشريفين، عندما أدرك الحـقّ والحقيقة بجهود من الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونُـصـرته.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/06/13