إسرائيل تؤكد الحقيقة: الدرة لم يمت!
شريف قنديل ..
في حديثه لصحيفة مصرية قال جمال الدّرة، والد الطفل الشهيد محمد الدرة: إنّ إسرائيل تؤكد أن ابنه الشهيد «مازال حيًا يتجوّل في الأسواق ويشتري الخضار ويذهب للمدرسة»!
والحق عندي أن إسرائيل محقّة في هذا الأمر، بل في تلك الظاهرة!
رحل محمد الدرة وفي فلسطين ألف ألف درة.. تجدهم بالفعل في الشوارع وفي الأسواق..وفي كل مناسبة أو جنازة أو مسرّة!
الشيء الذي تحرّجت إسرائيل من قوله هو أن ذكراه أو ظلّه..يغشى المساجد والكنائس، ويجلس بالفعل في الصف بين طلاب المدارس!
الشيء الذي لم تقله إسرائيل أن الدّرة لم يكن مجرد درس وعظة للشياطين الخرس، وأن محمداً سيظل درة على جبين الأباة في كل مظاهرة أو مسيرة أو اتجاه!
الشيء الذي لم تصرح به إسرائيل أو تحرّجت من ذكره أنه يدخل حيفا ويافا والقدس يصلي ويقاتل، وأن ضوءه مازال منيرًا وساطعًا في قناديل المنازل!
الشيء الذي تؤمن به إسرائيل أنّ طفل فلسطين لا يموت كما يموت الأطفال الآخرون، وأنه ابن عاشق لها لم يخن، وابن عاشقة لا تخون!
وحده الطفل الفلسطيني، كفيل بإفساد كل المؤامرات والمناورات والخرائط والخطط! لأنه لن ينسى المشهد قط، ولأنه يرصد كل من خان، ومن مالأ، ومن سقط!
وحده طفل فلسطين سيظلّ غصة في حلوق الذين يحتمون بليل الهزائم، ويستمرئون الظلم بدعوى التهادن.. وحده يرفض الذل.. وسيظل..مهما استدام!!
محمد مازال حيًا..يا لهذا الجمال، ويا لتلك الوسامة.. الدرة عاد إذن بين كفيه هلال وفي الشفتين ابتسامة.. شذى فلسطين في وجهه.. لون دم وكرامة وجسارة وشهامة!
عاد ليقول : ياأيها الذين استسلموا..وأيقنوا أنني انتهيتُ..معذرة.. خيَّبتُكم..مازال فيَّ من أرواح كل الثائرين بقية.. فقاوموا!
لقد عبّرت إسرائيل عما بداخلها تجاه الدّرة وكل درّة.. هنا تؤكد مهاجرة روسية أنّها دومًا تراه! وأخرى تلمحه إذا ما الليل أوغل في دُجاه! إنّه الرعب..يأتي تارة على شكل طفل..،وتارة أخرى على شكل فتاة!
إذا لم يكن الدّرة..فمن يكون؟ وعلى من ترتسم بشارات النصر العظيم؟إذا لم يكن محمداً فمن يكون؟ وهو ينقش كل صباح بيتًا جديدًا من نخيل ومن زيتون ومن كروم؟
مهلاً مهلاً.. إنه الوطن..إنها فلسطين!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/06/18