آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عيسى مشعوف الألمعي
عن الكاتب :
قاص وروائي - عضو نادي أبها الأدبي - ‏‏‏‏مراسل صحيفة عين- محرر أخبار بالإعلام التربوي -

كهرباء ألمع بين الانطفاء والوعود


عيسى مشعوف الألمعي ..

أصبحت حكاية «انطفاء كهرباء رجال ألمع وما تفعله بأهالي المحافظة» على كل لسان، وحسرات في القلوب تكبر كل يوم، وهي سيرة مفتوحة من سنوات، وأمسى كل منزل ألمعي مُوَثقا «بفوانيس وأتاريك» زمان مع شموع العصر ودموع من سوء الخدمة! المشكلة أن «الفوانيس والشموع» لا تشحن جوالا ولا تشغل ثلاجة ملئت بالخضار واللحوم والأدوية، ولا تنير الغرف المظلمة في ليالي غياب القمر، ولا تشغل الأكسجين لمريض.. لا تفعل شيئا من ذلك.

شركة الكهرباء تفعل ذلك، لكن بجحود، لقد خيّبت ظن الأهالي الألمعيين البسطاء الكادحين من أجل توفير قيمة فواتير الشركة المبالغ فيها، يعني «دمار وخراب ديار .. وحشفا وسوء كيلة» على قول المثل.

كهرباء ألمع عنوان للتذمر والسخط الجمعي والمجتمعي، كيف لا «وانطفاؤها أكثر من إضاءتها»! وفي أوقات حرجة حتى في اختبارات الطلاب وتحصيلهم، وفي وقت الفطور الرمضاني، وحين نضع ثيابنا من الظهيرة، وعلى المرضى.

الشارع الألمعي ضاق ذرعا ــ يا سادة ــ من سوء خدمة شركتنا القاسية على المؤلفة قلوبهم لحب التطوير ومواكبة العصر والعالم! ولعل أملهم في الرؤية 2030 والتحول الوطني العزيز أن يجعل من شركاتنا الخدمية مصدرا لإسعاد الناس والأجر مقابل الخدمة وليس العكس، فغلاء فاتورة الكهرباء يأتي مقابل كثرة إطفائها في أوقات «مالها داعي»، ولكم سمع الألمعيون الصابرون وعودا كثيرة من مسؤولي الشركة، وتأملوا خيرا في عبارة «أبشروا بالخير» لكنها وعود سرعان ما تبخرت مع حرارة الصيف، ولم يجد الألمعيون الخير الذي بشروا به، فنكصوا على أعقابهم خائبين، يتذمرون ويشتكون ويتألمون من زيادة تعرفة فاتورة الكهرباء في مقابل زيادة حالات الانطفاء، في القرن الـ21 الذي وعد المتقون المتفانون في بناء الحضارة الإنسانية والعمرانية.

في عام 2014 قام المهندس زياد الشيحة الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء السعودية ــ أثابه الله ــ بزيارة لمحافظة رجال ألمع يرافقه وفد رفيع المستوى من الشركة، لتقصي حقائق مشاكل أهالي رجال ألمع مع شركتهم الأم، واستقبل بالحفاوة والتكريم وهي ثوابت ألمعية وعادات وجبال ورجال من الكرم وحسن استقبال الضيوف حتى من يأتي سائحا.. المهم أتى وذهب وقد نثر عطر الوعود للمحافظ المتقاعد والأهالي، حيث وعدهم ــ لاحظوا حتى لا نفتري على الرجال ـ «بأن الشركة ستقوم بتوسعة لمحطة الكهرباء الألمعية وفق جدول زمني مدته 20 شهرا من أيام الله ومثل شهورنا الهجرية هذه، ثم ضخم المهندس المحترم الوعود كثيرا حتى كاد الألمعيون يطيرون فرحا! حيث قال: «إنه سوف يتم إنشاء محطة جديدة.. حلتها صفتها»، وكذلك توسعة المحطات الموجودة خلال تلك الفترة والتي سيبدأ العمل فيها بداية عام 2015 م ــ آنذاك ــ كما ذكر أن الشركة تقوم بتطوير الخدمة لتواكب التطلعات!
يا عيني على تطوير الخدمة، ويا قلب لا تحزن على وعود لا تنفذ، وكأننا ما زلنا في العصور المتقدمة تنطلي وعود المسؤولين على الناس بكل بساطة، ولكم ــ أن تصوروا ــ كم مضى على وعود «المهندس الشيحة» للألمعيين؟ سنتين ونصف السنة الميلادية، ونحن في نفس الخيبة، في عصر الرؤية والتحول الوطني والوعي العام للمجتمع بحقوقه وواجباته.

كهرباء رجال ألمع معاناة حقيقية «طالت وشمخت» ولنا في ولاة الأمر ـــ حفظهم الله ــ الأمل الكبير في إنهاء معاناة أكثر من 200 ألف مواطن غير المقيمين مع سوء خدمة شركة الكهرباء، هؤلاء يدفعون من دم قلوبهم أموالا كبيرة للشركة مع انطفاء شبه يومي ومتكرر خلال اليوم الواحد وهو ما يرفع الضغط والسكر والقلق بصراحة!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/06/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد