المشكلة موجودة.. إذن أنا موجود!
خالد السليمان ..
لن يكون وزير الصحة توفيق الربيعة أول وزير يفاجئ مركزا صحيا بزيارة مفاجئة، فعلها قبله الوزراء غازي القصيبي وحمد المانع وجميعهم وزراء نالوا رضا المجتمع، ذهب الوزراء وبقيت نفس أوجه القصور والتقصير وسوء الخدمات وخشونة المعاملة!
أعلم أن هذه الزيارات المفاجئة من بعض كبار المسؤولين تتم بحسن نية وبهدف الوقوف على حقيقة ما تقدمه المرافق العامة لأفراد المجتمع من خدمات ومستوى التزام العاملين فيها بواجباتهم ومسؤولياتهم، لكن الحقيقة أن تأثير هذه الزيارات كان غالبا ضعيفا ولم يغير من واقع الحال شيئا، بدليل أننا في القطاع الصحي مثلا ما زالنا نشكو من نفس سوء وقصور الخدمات الصحية التي عانينا منها طيلة عقود من الزمن رغم تعاقب الوزراء وتكرار زياراتهم المفاجئة!
أحيانا لا يحتاج الأمر لزيارة مفاجئة أو سرية لكشف واقع الحال، فالمسؤولون في إمارات المناطق والمحافظات وأمانات المدن والبلديات والنقل على سبيل المثال يسلكون نفس الطرق والشوارع التي نسلكها، «يأكلون» نفس المطبات والحفر التي نأكلها ويعانون من نفس «التلبكات» المرورية وتحويلات مشاريع الأنفاق والجسور المتعثرة، ويشاهدون أحوال الشوارع وأرصفتها وأزمة مواقفها، ورغم ذلك لا شيء يتغير، فهل المسؤول تعايش مع المشكلات حتى بات متأقلما مع وجودها، هل يشعر البعض منهم بأن وجود المشكلة يعني استمرار الحاجة لوجوده؟!
حقيقة لم أعد أفهم كيف يمكن أن تستمر نفس الأحوال والسلبيات والمشكلات لعقود من الزمن وكأنها عهدة يسلمها كل مسؤول لمن يليه؟!
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/06/19