عبدالله المزهر ..

فكرت ـ ونادرا ما أفعل ـ في عمل مسابقة يكون هدفها المعلن هو فوزي أنا بالجوائز، وقد تبدو الفكرة غريبة بعض الشيء مع أنها ليست كذلك، هي مسابقة واضحة الأهداف منذ البداية، وكل المسابقات هدفها النهائي والحقيقي هو فوز منظميها ببعض المكاسب.

وأنا لا أنكر على أحد حقه في الكذب، وإيهام الناس أن هدفه هو تحقيق أحلامهم، بينما هو في الواقع يستغفلهم ويحقق أحلامه هو وأحلام أحفاده من بعده على حسابهم!

فكل الناس يقولون إنهم يكرهون الكذب، لا أحد يصرح بمحبته للكاذبين، لكن أفعال الناس ـ بشكل عام ـ تدل على أنهم مغرمون بمن يكذب عليهم.
يجدون متعة في الانقياد وراء من يبيعهم الوهم.

هذا السلوك تجاوز الأفراد إلى المؤسسات والموضة الرائجة هذه الأيام هي الجوائز والتصنيفات الدولية، والتي أصبح الحصول عليها هوسا لدى كثير من القطاعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية.

لم يعد غريبا أن تقرأ خبرا مفاده أن بلدية ما تفوز بجائزة الشرق الأوسط والكاريبي في البحث العلمي، ولن يتعارض هذا مطلقا مع الحقيقة الأخرى التي تقول إن هذه البلدية عاجزة عن تنظيف الشارع المقابل لمبناها.

ولن يدهشك خبر حصول جامعة أو معهد ما على مركز متقدم في تصنيف ما، ولن يتعارض هذا أبدا مع حقيقة معرفتك أن الأمور تجري بالبركة ودعاء الوالدين، لأبنائهم الطلبة بالطبع.

الوهم لذيذ، فالذين يشترون المتابعين في تويتر، والذين يشترون الشهادات الأكاديمية والدرجات العلمية، والذين يشترون الجوائز والتصنيفات، والذين ينظمون مسابقات اليانصيب ـ وفق الضوابط الشرعية ـ كلهم يبيعون الوهم على الآخرين ويشترونه لأنفسهم!

وعلى أي حال..

وحتى أثبت أن مسابقتي تختلف عن كل المسابقات، وأنه لا مكان فيها للتلاعب والمحسوبيات، فإني أعلن فوزكم جميعا، سواء شاركتم أم لم تفعلوا. فابدؤوا من الآن في إرسال الجوائز إلى عنواني. وصدقوني أن سعادتي بفوزكم أكبر من أن توصف، فأنا إنسان، وأشعر بالآخرين، وأفرح لأفراحهم!

صحيفة مكة