آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي سعد الموسى
عن الكاتب :
- دكتوراه في الأسلوبية والنقد الاجتماعي للغة من جامعة أسكس. - بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها. - ماجستير في اللغويات النظرية من جامعة كلورادو.

متى وكيف ولماذا ولمن ندفع الضرائب


علي سعد الموسى ..

واسمحوا لي قبل الإجابة على أسئلة الاستفهام الأربعة بعاليه أن أقول لكم بكل وضوح وصراحة إنني لست أبداً، وعلى الإطلاق، قريبا من دوائر صنع القرار ولا حتى من بطانة البطانة العاشرة. أنا مواطن بسيط ثانوي شارد يسمع في كل مكان يذهب إليه أن فكرة "الضريبة المضافة" باتت اليوم مثل الجنين الذي بدأ يحرك أطرافه في بطن أمه، فلا دخان من غير نار. هي إشاعات وتنبؤات يقولها كل الناس وأنا من ضمن الذين غسل دماغهم حتى بدأت توقع ساعة الولادة. وما دمنا، ولله الحمد، في مناخ فكري حواري شفاف فسأبدأ الإجابة على علامات الاستفهام في العنوان بعاليه:

متى؟... سندفع الضريبة عندما يقتنع المواطن أن لديه تمثيلاً حقيقياً يوصل صوته ورأيه إلى مجالس القرار الوطني. لا توجد ضريبة من دون حضور وتمثيل، وهنا سأكتفي بالإشارة إلى الشعار التاريخي لسكان واشنطن "العاصمة" وهم يدفعون الضرائب دون حق التصويت (No taxation without represtation). أنا واثق أن الرؤية التاريخية "2030" قد أخذت في الحسبان أعمق الأسئلة حول الضرائب. كيف؟... سندفع الضريبة عندما نشعر أنها نظام مالي محاسبي قائم على العدل دون تمييز، ومستندة إلى نظام قضائي يضمن لنا أن نكون سواسية مثل أسنان المشط أمام القانون. هنا سأكتفي بالإشارة إلى المعلومة التي تتحدث عن آلاف أثرياء الغرب والشرق وهم هاربون خارج حدود بلادهم ويسكنون جزر المحيطات المتناثرة تهرباً من المحاكم والملاحقات القضائية.

لماذا؟... لأن الضرائب قد تكون المنقذ من فكرة المجتمع "الرعوي" الذي يقتات على مداخيل الدولة، وتتأثر هذه المداخيل ما بين سنوات الجفاف والطفرة. الضرائب، بعكس ما يروج البعض هي المفتاح الرئيسي لقطاع خاص مزدهر قادر على خلق المنتج وتوليد الوظيفة بشرط أن تستوفي شروطها وأحكامها الدقيقة والصارمة، وأرجو ألا نستمع لكثرة أصوات النشاز التي تحاول تسويقها إلى العموم على أنها مجرد جباية.

لمن؟.... سندفع الضريبة عندما يشعر كل مواطن أنها تعود إليه بنهاية العام أو الفترة بحسب "الكتالوج" العالمي الذي وضعت من أجله فكرة "لمن هذه الضريبة"، عندما أشعر أنها هي من بنت المشفى العمومي الذي سأذهب إليه نهايات العمر. عندما أشعر أن هذه الضريبة هي من ردمت هذه الحفر الجوفاء في شوارع حارتي. عندما أقتنع أنها ساهمت في إكمال مدرسة تحترم حقوق ابني الإنسانية في التعليم. عندما أشعر بالاطمئنان أنها من أوصلت خدمات الماء والكهرباء إلى باب منزلي. عندما أشعر أن هذه الضريبة كفلت حق المعاق والفقير في حياة ميسورة كريمة. عندما أطمئن أنها فتحت أمام أولادي وبناتي حق المنافسة الشريفة على وظيفة متاحة. بكل الاختصار: الضريبة مشروع قانوني إداري محاسبي لا يمكن لها أن تكتمل بطرح كل الأسئلة وحذف نصف الأجوبة.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/06/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد