كلام رخيص حول جريمة عالية التكلفة
سعيد السريحي ..
من المؤسف أن يتعرض مجتمعنا لجرائم استثنائية تتمثل في قتل بعض الأبناء لأقاربهم وتبلغ حد عدم التورع عن قتل الآباء والأمهات ثم لا تجد تلك الجرائم من المختصين في علم الاجتماع وعلم النفس من العاملين في الجامعات والمراكز المتخصصة العناية التي ينبغي أن يوليها هؤلاء لمثل هذه الجرائم التي هزت المجتمع وتركت له حيرة الإجابة على أسئلة يمليها القلق والخوف والحزن والغضب.
من المؤسف أن يختصر كثير من المختصين في علمي النفس والاجتماع في أجوبة جاهزة يتحدثون بها إلى الإعلام حديث الخبير بينما هي لا تتجاوز أن تكون كلاما عاما لا يفيد علما ولا يقدم حلا ويصدق على جريمة وقعت اليوم كما يصدق على جريمة وقعت قبل عشرة أعوام ويمكن له أن ينطبق على جريمة تقع في الخرج وأخرى وقعت في المكسيك.
تسأل إحدى الصحف يوم أمس من وصفته بالمستشار الأسري عن جريمة قتل الشقيقين لأمهما فلا يجد ذلك «المستشار» ضيرا أن يتحدث كمن ينتزع صفحات من أقرب كتاب إليه يتوهم أن فيه ما يحمل إجابة على التساؤل الذي تطرحه تلك الجريمة.
فسر سعادة المستشار الماء بعد الجهد بالماء حين قال إن سبب الجريمة عقوق الوالدين، وسعادة المستشار يعرف أن المجتمع لا يمكن له أن يتصور أن سبب الجريمة طاعة الوالدين وطلب رضاهما، ويؤكد المستشار أن من أسباب الجريمة الشعور بالإحباط بسبب البطالة وعدم عدالة معايير التوظيف، وهو كلام لا يرتضيه عاقل فلو كل عاطل محبط قتل والديه لقتل نصف خريجي وخريجات الجامعات آباءهم وأمهاتهم، ويضيف السيد المستشار إلى أسباب تلك الجريمة عدم وجود التوجيه البناء من قبل الأسرة لمساعدة الابن لتحقيق ميوله وقدراته مما يجعله لا يتفاعل مع الوالدين وينفر منهما، وهو كلام مجاني لا يمكن له أن يفسر لنا أسباب جريمة بهذا القدر من الخطر.
حديث ذلك المستشار الأسري أنموذج لحديث كثير من ذوي الاختصاص الذين ننتظر منهم تفسير ما يحدث في مجتمعنا لنكتشف أننا بحاجة إلى تفسير ما يتحدثون به من كلام مجاني حول جرائم يدفع ثمنها الوطن غاليا.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/06/27