هايل الشمري ..

من المفترض أن يكون الهدف من تصريح أي مسؤول إيضاح الحقائق للناس، لا أن يزيدها غموضا فوق غموض. ومن ذلك تصريح المشرف العام على صندوق التنمية العقارية يوم أمس إلى"الوطن"، حول موافقة الصندوق على إقراض نحو 100 ألف متقدم ضمن قوائم الانتظار منذ بداية العام الحالي، إلى جانب توقيع نحو 12 ألف عقد لطالبي القرض ممن صدرت لهم الموافقة قبل 6 أشهر.

‏كان في حديث المشرف العام على الصندوق العقاري استخدام لمسميات في غير محلها، ومن ذلك مصطلح "قوائم انتظار الصندوق العقاري"، وهي لمن لم تتم الموافقة بعد على إقراضهم. أما الـ100 ألف الذين تحدث عنهم المشرف العام فهم ممن صدرت الموافقة على إقراضهم في وقت سابق، لكن لم يتمكنوا من استلام قروضهم. ولو كانت الأمور بالحسبة التي بسّطها المشرف العام على صندوق التنمية العقارية، بحيث تتم الموافقة كل عام على إقراض 100 ألف مواطن، فذلك يعني أن الصندوق سينهي قوائم انتظاره خلال 4 أعوام فقط!

‏العجيب في تصريح مشرف عام الصندوق العقاري أنه جاء في وقت يعاني فيه الصندوق العقاري جفافا حادا في صرف دفعاته، إذ لم يحدث في تاريخه أن مر عام كامل دون اعتماد دفعات جديدة من قروضه العقارية باستثناء العام الحالي، حيث كانت آخر دفعة من القروض المعتمدة في شهر رمضان من العام الماضي.

‏قد يحدث أن يحاول مسؤول ما تمرير معلومة غير صحيحة دون أن ينتبه إليها أحد، خصوصا إن لم يكن موضوعها ذا أهمية أو كان المعني بها شخصا أو شخصين أو حتى 10 أشخاص، لكن أن تكون في شأن حيوي كالسكن، وتمس أكثر من 400 ألف أسرة بشكل مباشر، فمن سابع المستحيلات أن تمر مرور الكرام.

صحيفة الوطن أون لاين