آراء ومقالات

ميزان الإتفاق النووي

 

إذا أردنا تقييم الإتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسداسية الدولية (روسيا والصين والمانيا وامريكا وبريطانيا وفرانسا) فلابد أن ننظر ماذا كان يريد كل طرف من الطرف الآخر وماذا تم في حصيلة المفاضات الطويلة خلال أكثر من 12 عام.وأن لا نغوص كثيرا في الفاصيل والجزئيات التي عادة تربك التقييم وتهمش الهدف والمقصود.

ألثلاثية الغربية كانت تريد وبإلحاح وتهديد تارة عبر التلويح بالهجوم العسكري الإستباقي على المنشئات النووية وغير النووية الإيرانية وأخرى عبر فرض العقوبات الدولية والأحادية:

1- تعطيل جميع المنشئات النووية في نطنز وفردو وامير آباد بل وحتى المختبرات في الجامعات والمراكز البحثية.

2- نقل جميع الكميات المخزنة من اليورانيوم المخصب الى دولة ثالثة.

3- الكشف عن أسماء وعناوين جميع العلماء النوويين الذين شاركوا وساهموا في تطوير البرنامج النووي الايراني.

4- فتح جميع المراكز الغير نووية التي يشتبه بأنها تضم أنشطة نووية بما في ذلك مراكز الصناعات الدفاعية أمام المفتشين الدوليين.

5- وقف جميع الأنشطة البحثية والعلمية النووية.

6- تعطيل جميع مصانع إنتاج وتطوير معدات التخصيب كأجهزة الطرد المركزي والمضخات والأنابيب والصفائح النووية.

7- تدمير جميع أجهزة الطرد المركزي الموجوة في البلاد.

8- الكشف عن جميع خامات اليورانيوم الموجوة في ايران.

9- الموافقة على البروتكول الإضافي والبند 1/3 الذي يفرض على الدولة الموقعة أن تخبر الوكالة بنيتها المستقبلية حول البدأ ببرنامج نووي معين.

10- وبعدها ستنظر السداسية في إمكانية وكيفية رفع العقوبات عن ايران.

بينما كانت تطالب ايران بالحقوق التالية:

1- إستمرارية البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5%.

2- الإعتراف الدولي بالبرنامج النووي

3 - يمنع دخول المفتشين الى أي موقع غير نووي الا بشروط منطقية وفنية خاصة يتفق الجانبان عليها مسبقا.

4- منع الإتصال بالعلماء والتحدث إليهم إلا بشروط خاصة.

5- إستمرار البحوث العلمية النووية وتطوير وإنتاج المعدات النووية بما في ذلك تطوير وإنتاج أجهزة الطرد المركزي.

6- رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران بالتزامن مع تنفيذ الإتفاق.

7- تاييد الإتفاق من قبل مجلس الأمن الدولي وإعادة الملف النووي الإيراني الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

8- ترك لغة الإستعلاء والتهديد والتعامل والتفاوض بأدب وإحترام وصورة ندية مع المفاوض الإيراني.

النتيجة:

1- تم الإعتراف الدولي ببرنامج ايران النووي السلمي.

2- سيتم رفع العقوبات كليا تزامنا مع تنفيذ ألتزامات طهران النووية.

3- سيتم رفع العقوبات الدولية من خلال قرار قرار ملزم وتحت بند الفصل السابع في مجلس الامن الدولي هذا الإسبوع.

4- تأمين الرؤية الإيرانية في موضوع تفتيش المواقع الغير نووية ولقاء العلماء النووين.

5- عدم إغلاق أو تعطيل أي موقع نووي وقبول التعديل في الأنشطة.

6- الإحترام والندية أصبحت مشهودة في العلن حيث كان وزراء خارجية السداسية الدولية المفاوضة يحجون الى مقر الوفد الإيراني في فينا وغيرها ليستمعوا متواضعين الى آراء الوفد الإيراني وآخرها إقامتهم في فينا لمدة 18 يوم وهو أمر غير مسبوق للتوصل الى هذا الإتفاق مع دولة مسلمة مستقلة لاتمتلك السلاح النووي.

7- لتفادي هذه الإنتكاسة الكبرى من قبل السداسية الدولية حاولوا إضافة بنود وكلام هامشي كثير وجزئيات مملة في الإتفاقية وفي التصريحات ليوحوا الى الرأي العام العالمي بأنهم إستطاعوا فرض شروطهم على طهران كطرحهم لموضوع منعهم إيران من إنتاج القنبلة النووية والتي هي بالأساس غير موجودة في برنامجها النووي السلمي والرؤية التصالحية والإنسانية للجمهورية الإسلامية والتي توجها سماحة الإمام الخامنئي بفتواه الشهيرة حول تحريم تصنيع كل أنواع أسلحة الدمار الشامل.

فنجاح هذه الإتفاقية منوط بإحترام جميع الأطراف لإلتزاماتهم وإلا ستكون ايران الإسلام في حل منها.

أمير الموسوي

19/7/2015

أضيف بتاريخ :2015/07/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد