إقليمية

أحيت مجموعة من العلماء في قم المقدسة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مساء يوم الأربعاء، بمنتدى السيدة المعصومة الثقافي، الذكرى الأولى لاستشهاد الشيخ الشهيد "نمر باقر النمر" تحت الشعار الدولي الموحد "وماقتلوه" بمشاركة العديد من علماء الخليج من بينها القطيف والبحرين.

وفي كلمة ألقاها الدكتور "راشد الراشد" من البحرين، أشار فيها إلى الجريمة التي أرتكبها النظام السعودي بحق الشيخ النمر، كشفت عن دمويته وتعطشه للدماء، مُضيفا: إن هذا النظام يمثل رمح في خاصرة  الأمة زرعه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ليكون رأس حربة لتدمير الأمة الإسلامية.

وأكد الراشد في كلمته بأن الشيخ النمر عبر عن رأيه و وجهة نظره، ولا يستحق هذه العقوبة التي أقدم عليها النظام السعودي.

مُشيرا إلى أساليب الطغاة لإحكام السيطرة على الشعوب، ومنها صناعة الخوف والتنكيل والقمع وحز الرؤوس، ليضمنوا عدم وجود ردات فعل لقمعهم وهيمنتهم.

وتابع قوله: إذا تمكنوا من زرع بذور الخوف في صفوف الناس يسهل على الحكومات المستبدة السيطرة  ونهب الخيرات والثروات دون ان يقلقوا من أي فعل ممكن من هذه الشعوب على هذه الأنظمة القمعية والفاسدة فيتفنون في الإذلال والتنكيل وينشرون الخوف، ويمنعون الحديث عن العدالة المساواة.

وبين الراشد بأن هناك أسلوب آخر يعتمده الطغاة وهو أسلوب موازي لأسلوب القتل والقمع والقتل والشدة، وهو شراء الضمائر والذمم، وصناعة النفاق من خلال  خلق مجموعة من المتزلفين والمتمصلحين الذين لا ينظرون إلى الأوضاع إلا من خلال ما تكتز جيوبهم، ولهذا المستبد يصنع من حوله طابور من المنافقين الذين أقصى طموحاتهم أن ينالوا الجاه والمال والمنصب.

وأكد بأن الشيخ الشهيد حقق عدة أهداف من خلال شجاعته وكلمته ودمه الذي قدمه، ومن أهم القضايا التي حققها هي  تحطيم حاجز الخوف والهلع من استبداد النظام السعودي وغطرسته، مُضيفا: كان في خطابه واضحا بأنه يُريد أن يُحطم الهالة التي صنعها آل سعود حول نظامه الذي صنعه.

مُشيرا إلى أن الشيخ النمر اخترق هذه الهالة واوصل رسالة مدوية بأن هذا النظام من الممكن مجابهته بالصوت ومن الممكن تحديه بالكلمة الحرة.

وشدد على أن كلمة الشيخ الشهيد "زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص" وضع من خلالها سقفا كبيرا أمام جميع الأحرار في العالم، وأصبح بهذه الكلمة نموذجا ورمزا حينما كان التكليف الذي اتخذه قرارا بتبنيه رفض الظلم تحول إلى رمز عابر للقارات والحدود العرقية والدينية، وأصبح رمزا كبيرا لعشاق الحرية.

 مُضيفا: وهذه واحدة من إنجازاته بأنه وضع سقفا وهدفا بإسقاطه أنظمة الاستبداد والخوف بشرف ورجولة كبيرة غير متناهية.

وختم الدكتور الراشد كلمته بتأكيد على أن النظام السعودي أرتكب جُرما ليس فقط بحق الطائفة الشيعية فهو أعتدى على كل الأديان و على كل إنسانية الإنسان، مُطالبا بإعادة جثمانه من خلال ممارسة كافة أنواع الضغط لتسليم جثمان الشهيد، فهو أعطى كل أمته وبلده أغلى ما يُعطى ويُقدم.

من جانبه تحدث الشيخ "حسن الصالح" من بلدة العوامية بالقطيف باسم أهل العوامية والقطيف والأحساء، مٌقدما للشعب البحريني كلمة شكر ووفاء، على التفافهم حول قضية الشيخ النمر قبل استشهاده وبعد الاستشهاد.

وقال الشيخ الصالح بأن الشيخ النمر أحيا الدين بعد حالة البُعد عن الدين في فترة شهدتها البلاد من عزوف عن الدين، مُشيرا إلى موقفه من رفض الذهاب على أبواب السلطات حينما كانت تطلب منه الذهاب إليها.

ورفض اتهام البعض للشيخ النمر بالمتهور، مؤكدا بأنه ثار ضد آل سعود وضد حالة اليأس في المجتمع، و صنع جيل واعي، من خلال ما قدمه للناس على أرض الواقع من أفكار وخدمات للمجتمع سواء الدينية أو الثقافية.

وأكد المشاركون في الفاعلية على مُطالبة السلطات السعودية بتسليم جثمان الشيخ الشهيد، والشهداء الثلاثة الذين اعدمتهم السلطات معه، بالإضافة إلى جثامين أربعة آخرين قتلتهم السلطات بالرصاص أثناء المداهمات التي تُنفذها بين حين وآخر في منطقة القطيف لاسيما بلدة العوامية مسقط رأس الشيخ الشهيد.