خليجية

هل عدم لقاء #محمد_بن_زايد الرئيس هادي مقدمة لخلاف إماراتي سعودي؟


وجهت صحيفة "رأي اليوم" عدة تساؤلات حول سر الزيارة المفاجئة للرئيس هادي لأبوظبي؟ وهل غادرها غاضبا بعد ساعتين احتجاجا على انخفاض مستوى الاستقبال؟ ولماذا لم يلتق الشيخ محمد بن زايد؟ وهل هذا مقدمة لخلاف إماراتي سعودي متفاقم في اليمن؟ وهل “العاصفة” في خطر؟

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن الرئيس اليمني “الشرعي” عبد ربه منصور هادي يواجه أزمات متلاحقة هذه الأيام تشكك في شرعيته، أو تقوض ما تبقى منها على وجه أصح، ولعل زيارته المفاجئة، والقصيرة جدا، التي قام بها إلى أبوظبي يوم أمس الاثنين في محاولة لامتصاص غضب المسؤولين فيها، وتطويق خلافات وصدامات مطار عدن، والتي تشير معظم التقارير، أنها باءت بالفشل، هي أحد الأدلة في هذا الصدد.

وأضافت الصحيفة أن الصدمات توالت على رأس الرئيس هادي في الدقائق الأولى لهبوط طائرته في مطار أبوظبي الدولي، حيث لم يجد في استقباله، وهو “الرئيس″، غير اللواء علي محمد حماد الشامسي، رئيس جهاز الاستخبارات الإماراتي، وكانت الرسالة واضحة “هذا هو قدرك ومقامك في دولة الأمارات وعليك أن لا تتوقع أكثر من ذلك “فأنت مجرد أحد مواضيع الملفات الأمنية اليمنية بالنسبة إلينا”.

ولفتت إلى أن الدول لها معايير تلتزم بها ولا تحيد عنها، فمصر على سبيل المثال تحصر التعاطي مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس″ من خلال جهاز مخابراتها، ولم يحدث مطلقا أن اجتمع رئيس الحركة خالد مشعل بأي مسؤول سياسي مصري، ناهيك عن رئيس الجمهورية، بينما كان الوضع مختلفا مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أو خلفه محمود عباس، أو أعضاء السلطة الفلسطينية.

يبدو أن دولة الإمارات نقلت، ومن خلال تعاطيها مع زيارة هادي، الرئيس اليمني من خانة رئيس دولة، إلى مسؤول أمني فقط، سواء من خلال عدم وجود أي شخصية سياسية بين مستقبليه في المطار، أو عدم لقائه مع الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد ابوظبي، والمسؤول الأول عن ملف الحرب في اليمن، أو أي مسؤول إماراتي آخر، بحسب الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة إلى أن هناك عدة أنباء متضاربة حول زيارة الرئيس هادي لأبوظبي، بعضها يقول إنه غادر بعد ساعتين من وصوله، احتجاجا على طريقة وطبيعة الاستقبال، والبعض الآخر يقول إنه انتظر بضعة ساعات في فندقه على أمل لقاء الشيخ محمد بن زايد، وعندما قيل له إن الرجل “مشغول” في مهام أخرى، قرر الاندفاع غاضبا إلى المطار، معتبرا ما جرى له إهانة لا يستطيع تقبلها.

وقالت الصحيفة : لا نعرف أي من النبأين هو الأصح، ولكن ما نعرفه، أن الرجل لم يكن مرحبا به في الإمارات التي ربما قررت شطبه، ووقف أي تعامل معه، بعد أن منعه حلفاؤها في الحراك الجنوبي، المدعومون من القوات الإماراتية من الهبوط في مطار عدن، الأمر الذي دفعه للتوجه إلى مطار جزيرة سوقطرة قبل أسبوعين، مضافا إلى ذلك ما تردد لاحقا بأن الشيخ محمد بن زايد رفض حضور لقاء ثلاثي في الرياض، مع الرئيس هادي، وبوساطة من طرف الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي لحل الأزمة، ولم يتم أي توضيح للأسباب.

وتابعت: زيارة الرئيس هادي إلى أبوظبي جاءت وسط أنباء إماراتية عن جود “تواطؤ” بين أطراف في صفوف “الشرعية” وعناصر إخوانية من ناحية، وأخرى تنتمي إلى تنظيم “القاعدة” من ناحية أخرى، من أجل تنفيذ سياسة يقودها 15 مسؤولا في حزب الإصلاح الإسلامي للسيطرة على المناطق “المحررة” في جنوب اليمن، على غرار ما حدث في أبين.

مشيرة إلى أن دولة الإمارات تتهم، حسب تسريبات إعلامية في صحف مقربة منها، السيد ناصر عبد ربه، نجل الرئيس هادي، وبعض القادة الجنوبيين المحسوبين على الرئيس الشرعي، بتسليم مناطق في محافظة أبين (حررتها قوات إماراتية) لتنظيم “القاعدة” في إطار خطة لزعزعة استقرار عدن والمكلا التي تسيطر عليهما قوات موالية للإمارات.

لافتاً إلى أن صحيفة “العرب” اللندنية المقربة من دولة الأمارات قالت في عددها الصادر الثلاثاء “إن السيد ناصر عبد ربه هادي حشد 10 آلاف مقاتل بتنسيق مع “القاعدة” من أجل طعن التحالف في الظهر في الوقت الذي كانت تزحف قواته على طول الشاطيء الغربي لتحرير الموانيء والمدن التي يسيطر عليها الانقلابيون”.

تفاقم الخلاف بين دولة الإمارات والرئيس هادي مجرد ستارة لإخفاء خلاف أكبر بين أكبر حليفين في “التحالف العربي” الذي يخوض حرب اليمن، أي الإمارات والمملكة السعودية، وهو خلاف ربما يؤدي إلى حدوث قطيعة، وربما انسحاب الإمارات من التحالف كليا، حسب ما ذكرت مصادر يمنية مستقلة لـ”رأي اليوم”.
وكانت الإمارات أعلنت قبل عام انتهاء عملياتها العسكرية في اليمن احتجاجا على التحالف السعودي مع حزب الإصلاح اليمني الإخواني، وعزل الرئيس اليمني هادي لحليفها خالد بحاح رئيس الوزراء، ونائب الرئيس في حينها، وتعيين اللواء علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية مكانه المعروف بميوله الإخوانية، ولكن التدخل السعودي على أعلى المستويات دفعها للتراجع عن هذا القرار، و”تجميد” الخلاف.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن الخسائر البشرية في صفوف القوات الإماراتية تزايدت في الفترة الأخيرة من جراء تصاعد عمليات تنفذها خلايا تابعة لتنظيمي “داعش” و”القاعدة” في المناطق الجنوبية، بدعم من حزب الإصلاح الإسلامي، وتنسيق من قبل قوات تابعة لنجل الرئيس هادي، وهي تهم إماراتية ينفيها الطرفان بشدة.

وذكرت الصحيفة أن القيادة السعودية تلتزم الصمت تجاه هذه الأزمة، ولكن إعلان الرئيس هادي استعدادها، أي السعودية، لضخ مليار دولار في البنك المركزي اليمني الذي جرى نقله إلى عدن، ورصد عشرة مليارات دولار لدعم عمليات الإعمار في “المناطق المحررة” في الجنوب، يؤكد أنها ما زالت ملتزمة بدعم الرئيس هادي، ومتمسكة بـ”شرعيته” وتحالفاته.

واختتمت الصحيفة بأن هذا الخلاف الإماراتي السعودي المتصاعد التي يحاول الطرفان إخفاءه، كعادة المسؤولين الخليجيين دائما، يتزامن مع قرب دخول “عاصفة الحزم” عامها الثالث، بعد ثلاثة أسابيع، الأمر الذي يعكس مدى الصعوبات التي تواجهها هذه “العاصفة” و”تحالفها العربي” وتدخلها العسكري الميداني في اليمن، ويرسم صورة “غير وردية” على الإطلاق للمستقبل.

أضيف بتاريخ :2017/02/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد