آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد حسن فتيحي
عن الكاتب :
كاتب سعودي، رجل الأعمال وجواهرجي، وهو من أعضاء شرف نادي الاتحاد السعودي

الشخصية الكاملة


أحمد حسن فتيحي
المودَّة.. الرحمة.. الحنان.. العطاء.. الوفاء.. الكرم.. الإيثار.. الجود..

التسامح.. التعاطف.. العفاف.. الغنى.. الإخلاص.. الأمانة.. الصدق..

كلُّ الشمائل والفضائل لم تنل القبول والوجود والاعتراف إلاَّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم..

الذي جعل كل ذلك في سبيل الله، والعمل على ما يرضي الله تعالى..

دافعًا الشكر لله القدير.. بدلًا من الشرك الذي كان يسود..

ليقول لهذه الشمائل والفضائل لا تكون المروءة الكاملة إلاَّ عندما تُرد إلى مَن خلق الكون، وأعطى الإنسان التكريم..

وقد أكرم اللهُ هذه الأمَّة بهذا الرسول الكريم، والسراج المنير، والدَّاعي إلى الله بإذنه مبشرًا ونذيرًا..

الشخصيَّة الكاملة هي سيدُّنا ونبيُّنا وحبيبُنا وقرَّةُ أعينِنَا محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم..

رسولٌ، وأبٌ، وأخٌ، وصديقٌ.. سيِّدُ الخلقِ أجمعين، إمامُ المرسلين..

الشخصيَّة الكاملة.. بيتٌ، ومدرسةٌ، وقدوةٌ، ومجتمعٌ..

هو سيِّدٌ فوقَ الجميعِ، ولكنَّه عاش واحدًا بين الجميع..

الشخصيَّة الكاملة في حنانها لا تفلت، ولا تنسى بقلبها الذكيّ شاردةً من آمال الناس، وآلامهم إلاَّ لبَّاها ورعاها وأعطاها من ذات نفسه كل اهتمام.. شخصيَّة الرسول الكريم الكاملة.. يخاطب ملوك الأرض أن يُلبُّوا نداء الحقِّ، وأن يتركوا الغرور والباطل..

شخصيَّة الرسول الكريم الكاملة.. يستمع مرحِّبًا راضيًا لأعرابيٍّ حافي القدمين، يقول في جهالة (اعدلْ يَا محمَّد.. فليسَ المالُ مالَكَ.. ولا مالَ أبيكَ)..

الشخصيَّة الكاملة.. عبادةُ أوَّاب يتلو في الصلاة سورةً طويلةً من القرآن سعيدًا.. في نشوة الغبطة لا تساوم فيها ما في الأرض من ذهب وزينة وحبور.. جيَّاش يسمع طفلاً رضيعًا يبكي وأمّه تُصلِّي خلف الرسول، فيضحِّي بكلِّ هذه الفرحة التي ملأت وجدانه، بل الكون كله وينهي صلاته رحمةً بالرضيع الذي ينادي أمَّه ببكائه..

الشخصيَّة الكاملة.. يقفُ أمامه كلُّ مَن أساء إليه، وشنُّوا الحربَ عليه، وقتلوا، ومثَّلوا في عمِّه حمزة.. بل مضغوا كبده ليقول لهم: (اذْهَبُوا فَأَنْتُم الطُّلَقَاءُ)..

الشخصيَّة الكاملة.. يشاركُ أصحابه في جمع الحطب، ويرتجف حين يرى دابَّةً تحمل على ظهرها أكثر ممَّا تطيق.. يحلبُ شاتهُ، ويخيطُ ثوبَهُ، ويرصفُ نعلَهُ.. ويقفُ بين النَّاس فيقول: «مَن كنتُ جلدتُ لهُ ظهرًا فهذَا ظهرِي فليقتدْ منْهُ»..

إنَّ الشخصيَّة الكاملة.. لا تكون، ولن تكون، ولم تكنْ إلاَّ في النبيِّ الكريم صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه.. إنَّها أبهى وأنقى وأسمى ما يكون عليه الإنسان..

الشخصيَّة الكاملة.. لم يقل صاحبُها يومًا يا أبي، فقد كان يتيمًا، وإنَّما كان يُردِّد يا ربِّي..

الشخصيَّة الكاملة (رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) رحمةٌ وعدلٌ وحبٌّ وسموٌّ وعبادةٌ..

سيرتُه صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ بينَ أيديكم، وأحاديثُه بين أسماعِكم..

مَن أرادَ أنْ يسودَ ويرتقيَ ويتعلَّمَ فعليه بسيرةِ النبيِّ الكريمِ..

فيها كلُّ الخيرِ والعطاءِ والنُّبلِ والتَّسامحِ والقوَّةِ الحقيقيَّةِ في الحقِّ..

شخصيَّة تتمنَّى أن تراها وتعيش معها، وتقبِّل أيديها وأرجلها..

فيه نورٌ من السماء أعطي.. ورحمةٌ من الله أوهبت..

اللهمَّ ارزقنا شفاعته، واحشرنا في زمرته، واجعلنا مع صحبه..

جزاكَ اللهُ عنَّا أفضلَ مَا جازَى بهِ نبيّ عن أمَّته..

اللهمَّ آتِهِ الوسيلةَ والفضيلةَ والدرجةَ العاليةَ الرفيعةَ وابعثه اللهمَّ المقامَ المحمودَ..

ومَن أرادَ أنْ تكونَ له كمال في شخصيِّته، فليلتمس منه صلَّى اللهُ عليه وسلم معانيها..

ومَن أرادَ نال..

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/04/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد