آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
ياسين عبد الرحمن الجفري
عن الكاتب :
ماجستير تمويل و استثمار جامعة اريزونا بالولايات المتحدة الامريكية عام 3591 م الدكتوراة جامعة ولاية بنسلفِانيا الولايات المتحدة الامريكية 3591 م. معيد بقسم ادارة الاعمال بكلية الاقتصاد و الادارة بجامعة الملك عبدالعزيز محاضر بقسم ادارة الاعمال بكلية الاقتصاد و الادارة بجامعة الملك عبدالعزيز .استاذ مشارك بقسم ادارة الاعمال بكلية الاقتصاد و الادارة بجامعة الملك عبد العزيز

الانتخابات تُفشل التكتلات الاقتصادية!!


ياسين عبدالرحمن الجفري

يبدو أنَّ الاتِّحاد الأوروبيَّ لم يصمد كثيرًا في مواجهة القوى الأساسيَّة، التي من المفترض أن تحميه، وفِي مقدِّمتها بريطانيا وفرنسا. بحيث شرع اليمين في أن يحوز موطئ قدم، من خلال الحماية الاقتصاديَّة ونغمتها لتشجيع الخروج منه كوسيلة للوصول لسدَّة القيادة فيه. ويواجه الاتِّحاد الأوروبي -ولازال- عقبات في استمراريته، فالاقتصاد الذي يفترض أنَّه سبب أساسي للتوحُّد، والانضمام تحت رغبة واحدة، هو نفسه السبب في وضع إسفين التفرقة بينهم. حيث يبدو أنَّ الأمور إذا وصلت إلى الجيب والمكتسبات يُعاد التفكير فيه، ما يعطي وما يمنح من امتيازات، وما يمنح من تنازلات. فهل انقلب السحر على الساحر؟!.

شاهدنا أوروبا تعطي لتحافظ على الاتحاد في اليونان وإسبانيا وإيطاليا، الأمر الذي ساعد على استمرار الدول، وقلَّت معها الرغبة في الخروج والاستمرار بسبب المنفعة، على الرغم من حجم البطالة والضغوط للاستمرار. وشاهدنا تهديدات اليونان بتغيير العملة، أو الخروج من الحزب الذي وصل إلى سدَّة الحكم من خلال التوجُّه السلبي تجاه عضويَّة الاتحاد، نتيجة لضعف الاقتصاد المحلي. وشهدنا دولاً كانت تتَّجه نحو الإفلاس تمَّ إنقاذها بفعل إجراءات ودعم الاتحاد لها. ولكن ما نشهده اليومَ هو توجُّه مختلف ومعايير للأمر، فالدول التي يعتمد عليها كأركان أصبحت في مهب الريح، فبريطانيا بدأت مسلسل انهيار أحجار الضومنة فيها، والآن فرنسا -ومن خلال اليمين وشبح البطالة فيها- تُشكِّل حافزًا نحو الخروج.

يبدو أن السحر انقلب على الساحر، وأصبح سبب الاتحاد -وهو الاقتصاد- السبب في توجُّه بعض الدول نحو الخروج من باب نفسي أولاً، ومصالحي يجب أن تُحمَى. ويبدو أن الاتحاد هشٌّ لم يستطع الصمود طويلاً أمام أول اختبار حقيقي له من زاوية تعارض المصالح الاقتصاديَّة المحليَّة مع المصالح الاقتصاديَّة للاتحاد الأوروبي. ومن المعروف أنَّ أيَّ اقتصاد يمرُّ بدورة، ولو تمَّ الصبر لكان الخروج منها مضمونًا، لكن تفضيل الأهداف القصيرة الأجل على الطويلة الأجل، والمصالح السياسيَّة للأحزاب اليمينيَّة في بعض الدول تدفع السفينة بما لا يشتهي قبطانها نحو بر الانفصال.

كما نجد أيضًا اتِّحادات مماثلة في العالم التي بُنيت على أسس إقليميَّة اقتصاديَّة تواجه نفس المصير؛ بسبب تغليب هدف قصير الأجل، ومصلحة دولة على تجمُّع، مثل اتِّفاقيَّة النافتا التي تُواجه عقبات بسبب توجُّهات الولايات المتحدة الأمريكيَّة، ووعود انتخابيَّة تستند على أمريكا أولاً.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/04/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد