آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي سعد الموسى
عن الكاتب :
- دكتوراه في الأسلوبية والنقد الاجتماعي للغة من جامعة أسكس. - بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها. - ماجستير في اللغويات النظرية من جامعة كلورادو.

# كفاية_دلع

 

علي سعد الموسى

بالأمس، سبقني الزميل العزيز هايل الشمري، وهو يقترح ما كان بخيالي عن الحاجة الماسة لوجود (مترجم طبقي) ينقل ما كان عصيا من مشتبهات اللغة ما بين هذا الشعب وبين طبقته المخملية. كان (هايل) يكتب بسخرية لاذعة للتعليق على مقطع رجل الأعمال الشهير (كفاية دلع) وهو يقول في 15 ثانية: " إن الحكومة قد دلعتنا 40 أو 50 سنة... إلخ. ماذا بقي لي أن أقترح بعد أن طار هايل بفكرة المترجم الطبقي؟ لن أعدم الحيلة، ولهذا سأقترح فكرة المرشد السياحي الذي يصطحب نزلاء الدور الخمسين إلى أقبية و(بدروم) هذا الشعب.

خذ مثلا لو أنني حظيت بصحبة رجل الأعمال هذا في نزهة سياحية: سآخذه أولا إلى تلك القرى المتناثرة على سفوح (جبال الحشر) حيث يستبدل السكان خبز الذرة بـ(الجاتوه) في إفطار الصباح كي يقول لهم: كفاية دلع. سآخذه ثانيا: إلى صفائح التنك في قرى منفاي الشتوي بـ(قوز الجن) حيث بدأ سكان تلك القرى يركبون (الشاص) بدلا من الحمار للذهاب إلى البقالة ليقول لهم: كفاية دلع. الكارثة، أن ذات رجل الأعمال، وفي مقطع فيديو آخر، يفاضل ما بين (الماي باخ) و(البورش) للدلالة على رجل الأعمال، فكيف للمترجم الطبقي أن ينقل هذه الأسماء الأعجمية إلى (سعدى وصالحة)؟ وكيف لي أن أكون برفقته كمرشد سياحي إلى جبال الحشر وقرى قوز الجن حيث الخيار ما بين الشاص والحمار؟ تخيلوا وفي السيناريو المذهل لو أن نفس رجل الأعمال (بلصني) بخمسة آلاف ريال في نهاية رحلتي معه كمرشد سياحي وماذا سأكتب؟ كنت سأكتب كل ما يلي:

أولا، كفاية دلع، فكل الملايين التي تدفع في إعانات ثانوية لمستفيدي الضمان الاجتماعي تذهب هدرا إذ كان لها أن تذهب في قرض من المال العام إلى رجل أعمال كي يضمن لهم في منظومة مشاريعه نهاية كريمة بعد مشوار حياة جفاف وكفاف.

ثانيا: سأقول لكم، كفاية دلع، لأن كل مخصصات برنامج (حافز) تذهب هدرا وكان لها أن تذهب قرضا من المال العام لسداد تكلفة استقدام 20 ألف وافد كي يأتي بهم إليكم من أجل الصحة.

ثالثا، سأكتب، كفاية دلع، بعد 40 أو 50 سنة من تدليع الحكومة إذ لم نكتشف فرقا بين ركوب الحمار في قرى (قوز الجن) أو (المايباخ) في دبي: كلها تأخذك إلى البقالة في ناصية الشارع العام مع فارق التوقيت. نهاية المقال: أخي ساكن الدور الخمسين: من العيب أن تتحدث إلى شرائح أهلك بهذه الطريقة. عييييييب. وهنا انتهت المساحة.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/01/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد