قصة وحدث

قصة وحدث: #ناجي_العلي حبر فسلطين الخالد

 

بطلقة غدر خرجت من فوهة مسدس مده كيان الاحتلال الغاصب، أصابت رأسه بالقرب من عينه اليمنى ليدخل الرسام الفلسطيني "ناجي العلي" في غيبوبة توصله للرحيل عن كل العالم.

يُصادف اليوم الأربعاء 29 أغسطس، الذكرى 31 لرحيل رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، الذي اغتاله شاب مجهول في أحد شوارع العاصمة البريطانية لندن، عام 1987.

*الهم الفلسطيني وأحوال الأمة..

حمل ناجي العلي الهم الفلسطيني، لكنه لم يقتصر برسوماته عليه، بل امتدت رسوماته  لتشمل التعبير عن أحوال الأمة العربية المتردية بسبب أنظمتها، فضلا عن انتقاده سياسات المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين، ولكن الهم الفلسطيني ظل الغالب على رسوماته، التي جسدت الحلم الفلسطيني وعبرت عن آلام وأحلام الشعب الذي يئن تحت وطأة الاحتلال.

*نشأته..

ولد رسام الكاريكاتير الفلسطيني، ناجي سليم حسين العلي عام 1937 في قرية الشجرة في فلسطين، وبعد دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إليها تهجر مع أهله إلى جنوب لبنان حيث عاشوا في مخيم عين الحلوة.

وبعد إنهاء دراسته هاجر إلى الكويت والتحق بعدد من الصحف الكويتية كرسام كاريكاتير، قبل أن يعود إلى صحيفة السفير اللبنانية، لكنه التحق مجددًا في العام 1982 بجريدة القبس الكويتية، لتكون آخر محطاته قبل المغادرة إلى لندن.


*أشهر شخصيات ناجي العلي..

اشتهر العلي برسم شخصيات أعطاها هويتها في رسمه، وأصبحت مرتبطة بعمله، وجعل كل شخصية ترمز إلى نمط من الناس الذين كان ينتقدهم في أعماله.

من هذه الشخصيات شخصية "فاطمة" التي ترمز إلى  المرأة الفلسطينية التي لا تهادن، رؤيتها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانًا.

وشخصية السمين ذي المؤخرة العارية، ممثلًا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة الذين اعتبرهم خونة وانتهازيين، بالإضافة إلى شخصية الجندي الإسرائيلي ذي الأنف الطويل.

*حنظلة الشخصية الأبرز والأشهر..

لكن الشخصية التي ارتبطت لعقود باسم ناجي العلي، ولا تزال رمزًا لدفاعه عن القضية الفلسطينية، هي شخصية "حنظلة" الطفل ذي الأعوام العشرة، والذي بقي في سن العاشرة منذ أن ابتكره العلي عام 1969، في جريدة "السياسة" الكويتية.

يقول العلي  عن حنظلة، "ولد حنظلة في العاشرة في عمره، وسيظل دائمًا في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة الى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء".

لكن حنظلة لم يكن مكتف اليدين، إلا بعد حرب تشرين الأول عام 1973، فيقول العلي "كتفته بعد حرب أكتوبر 1973، لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة فهو ثائر وليس مطبعًا".

*حنظلة رمز الهوية الفلسطينية..

أصبح حنظلة فيما بعد بمثابة توقيع ناجي العلي على لوحاته، وحظيت بحب الجماهير العربية لكونها تعبيرًا عن صمود الشعب الفلسطيني بوجه المصاعب التي تواجهه، كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية.

*اغتياله..

في لندن وفي 22 يوليو 1987 أطلق شاب مجهول النار عليه ووفق ما أسفرت عنه التحقيقات البريطانية أن الشاب يدعى بشار سمارة وقد أصابت الرصاصة ناجى تحت عينه اليمنى وظل في غيبوبة حتى فاضت روحه في 29 أغسطس 1987 ودُفن في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن في مقبرة رقم 230191.

وجهت أصابع الاتهام  باغتيال العلي مباشرة إلى الموساد الاسرائيلي، وثانيًا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، لأنه رسم بعض اللوحات التي تمس قياداتها، وإلى بعض الأنظمة العربية مثل السعودية بسبب انتقاده اللاذع لهم.

خلدت السينما العربية قصة ناجي العلي في فيلم حمل اسمه عام 1991، وأدى شخصيته الممثل المصري الراحل نور الشريف، وأخرجه عاطف الطيب، وشارك في بطولته ممثلون من سوريا ولبنان.

أضيف بتاريخ :2018/08/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد