التقارير

تقرير خاص: 6 أشهر مضت ولا زال #خاشقجي الكابوس الأكبر لـ #السعودية

 

محمد الفرج

مرت 6 أشهر على جريمة قتل وتقطيع جثة الصحافي جمال خاشقجي دون تحريك أي ساكن، إلا أن خاشقجي استطاع بموته تحقيق أكثر بكثير مما حققه في حياته وذلك من خلال إطلاق نقاش بين عامة الناس حول الطريقة التي تُحكم من خلالها المملكة.

مرت ستة أشهر منذ أن دخل جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول ولم يخرج منها، ومع كل معلومة مروعة جديدة حول المسلخ المتنقل الذي خطا إليه جمال خاشقجي برجليه – وثمة المزيد على الطريق – وحول فرقة التدخل السريع التي نظمت عملية اغتياله واغتيال معارضين آخرين، والتستر على الجريمة ونفي المسؤولية عنها، يزداد عمق الأزمة التي يعيشها ولي العهد محمد بن سلمان الذي يعتقد أنه أمر بقتل خاشقجي.

وتطرق مجلس النواب الأمريكي مجدداً لملف خاشقجي بعد أن أدرك أن أصواته بمحاسبة القاتل لم تلق سامع، فطرح مؤخراً النائب الديمقراطي توم مالينوسكي تشريعاً في المجلس يدعو إلى معاقبة المسؤولين عن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بمن فيهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أفادت التقارير بأن وكالات الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أنه متورط في الجريمة.

وقبل حوالي شهر، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن نقاشات تجري لاستصدار قانون يحظى بدعم الجمهوريين والديمقراطيين، ويعاقب السعودية على جريمة اغتيال خاشقجي.

على مقلب آخر، وفي خطوة تصب في محاصرة المملكة إنسانياً، اعتبرت منظمة العفو الدولية، أن قتلة خاشقجي نفذوا جريمتهم بتوجيه من ولي العهد السعودي لمجرد قيامه بعمله.

خلال ستة أشهر تحول ابن سلمان من مصلح إلى مستبد، ومن كونه حجر الزاوية في الجهود المبذولة لإيجاد زعامة "إسلامية معتدلة" إلى المصدر الأكبر لانعدام الاستقرار في المنطقة.

لم يسقط شخص بهذه السرعة مثل ابن سلمان، فلا أحد في واشنطن مستعد على ما يبدو للتسامح مع السلوك السعودي وكنسه تحت البساط. ويعتقد كوك أن واشنطن باتت تمقت ولي العهد لأنه بات يمثل عالما خرج عن السيطرة، فجريمة قتل خاشقجي ليست الأولى والأخيرة التي تعبر عن عنف تدعمه الدولة.

فالأمير متعطش للسلطة ومتهور ولا يستحق الدعم طالما عبر عن استعداد لشن حرب في أفقر دولة بالمنطقة، ويبدو أن المتشككين كانوا محقين في موقفهم، فرغم محاولات إدارة ترامب تجاوز جريمة قتل خاشقجي وطي صفحتها إلا أنها تواجه معضلة، ورغم أن السعوديين لديهم مظلومياتهم التي يحاول بومبيو وضع العلاقة الأمريكية-السعودية في إطارها والتركيز على التحدي الإيراني إلا أن الغضب الذي اندلع بسبب مقتل خاشقجي يمنع كلا البلدين عن تحقيق ما يريدان.

أضيف بتاريخ :2019/04/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد