التقارير

تقرير خاص: ما الذي يجعل #ترامب يلهث وراء صداقة بن سلمان؟


محمد الفرج

بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة ستمنع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من الدخول إلى أراضيها، حال ثبوت مسؤوليته عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، ما كان من ترامب إلا أن يتدخل ويضع ثقله في هذه القضية السياسية.

بمكالمة هاتفية، حاول ترامب تدارك تلك المشكلة التي تزامنت مع فرض قيود أمريكية على سعوديين على خلفية مقتل خاشقجي ومنعهم من دخول أراضيها.

المكالمة كما تناقلها الإعلام "ناقش خلالها الطرفان الدور الهام الذي تلعبه السعودية في ضمان استقرار الشرق الأوسط، فضلا عن دورها بالضغط على إيران، وكذلك أهمية قضايا حقوق الإنسان"، إلا أن توقيتها الغريب المتزامن مع كل تلك الأحداث يوحي بوجود أمور أخرى لم يتم الكشف عنها.

فترامب لن يقبل أن يهان حليفه وتقيد تحركاته من قبل وزير الخارجية الذي يعمل تحت إمرته، أو أن مصيره سيقون كمصير من سبقه ويبدأ بتجهيز ورقة استقالته من الآن.

وتواجه إدارة الرئيس الأمريكي الحالي انتقادات واسعة بسبب أسلوب تعاملها مع قضية مقتل خاشقجي، الكاتب والصحافي الذي عاش في الولايات المتحدة بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية وكتب مقالات لصحيفة "واشنطن بوست" انتقد فيها سياسات القيادة السعودية، أحد أكبر وأهم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قبل اغتياله يوم 2 أكتوبر 2018 في قنصلية بلاده باسطنبول على يد فريق أمني من المملكة.

ولا يترك الرئيس الأمربكي دونالد ترامب فرصة إلا ويعيد التأكيد على دعمه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع محاولات مستميتة لتبرئته من أي مسؤولية عن مقتل خاشقجي بصورة تثير استغراب الكثيرين في واشنطن وخارجها.

ولا يُعرف على وجه اليقين السبب الفعلي وراء تمسك ترامب بدعم ولي العهد السعودي، فبعض الخبراء يربطه بالدور السعودي في الترويج لما يعرف بصفقة القرن الهادفة لتسوية القضية الفلسطينية، حيث يمكن للرياض أن تلعب دورا ضاغطاً على السلطة الفلسطينية للقبول بطرح فريق ترامب الذي يشرف عليه صهره ومستشاره جاريد كوشنر، الذي لديه روابط واسعة مع قوى اليمين الإسرائيلي، حيث يدعمون ماليا لصالح توسيع حركة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

كما أن الصفقات المليارية -التي عقدها ترامب مع الطرف السعودي، وتباهى بها أكثر من مرة- تفسر جانبا آخر من أوجه العلاقة المعقدة والمركبة بين الرجلين اللذين يواجهان عواصف سياسية داخل وخارج بلديهما لأسباب مختلفة.

تلك العلاقة الملتبسة فتحت أبواب على ترامب لم يكن يرغب في فتحها وخصوصاً في هذا الوقت الذي يسعى فيه ترامب لتجهيز أرضية صلبة له تمكنه من الوقوف صامداً خلال الانتخابات المقبلة، فهو أولاً أثبت جدارته كصديق لنتنياهو وأعلن سيادة "إسرائيل" على الجولان السوري، وثانياً يهتم بتبرئة ابن سلمان الذي يتمتع بثقل في الشرق الأوسط وقادر على تسييس الرأي العام لخدمة الرئيس الأمريكي في حملته، فابن سلمان يسخر لخدمته منظومة إعلامية كبيرة، كما أن الدولارات التي بحوزته لن يتركها ترامب تذهب لغيره، حتى لو عارض مصالح بلاده وسياسييها.

أضيف بتاريخ :2019/04/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد