التقارير

تقرير خاص: #المدينة_المنورة تتكلم العبرية !

 

محمد الفرج..

بلغ التطبيع أوجه بين السعودية و"إسرائيل" وبات شبه رسمي رغم تعدد الدوافع والضوابط التي حكمت تطور هذه العلاقة في عهد الحكم السعودي الحالي، والذي يضطلع فيه ولي العهد محمد بن سلمان بدور طاغٍ.

والخطوة التطبيعية الجديدة تمثلت بسماح السلطات السعودية بوضع لافتة ترحيب للزوار تتضمن كلمة عبرية في المدينة المنورة.

حيث ذُهل زوار المدينة المنورة، وهم يشاهدون لافتة ترحيب باللغة العبرية تقول “شالوم” إلى جانب عبارات ترحيب باللغات العالمية، فالترحيب بـ"إسرائيل" بات علني وعلى أعين الجميع.

تلك الكلمة نالت ترحيب "إسرائيلي" كبير، إذ نشرت صفحة "إسرائيل بالعربية" بموقع "تويتر" صورة كلمة "شالوم" العبرية وسط عبارات ترحيبية بلغات كثيرة، وقالت إنها تعود للافتة "نصبت في المدينة المنورة بالسعودية، وعلى مقربة من المسجد النبوي الشريف".

وسارع الإسرائيليون على الفور لنشر صور” شالوم” من المدينة المنورة فيما التقط رواد مواقع التواصل الخبر بتعليقات تعبر عن الاستغراب والاستنكار، من بينها “لا شالوم ولا كالوم”.

حيث أكد ناشط عبر تغريدة أن مدينة الرسول (ص) لا ترحب بالذين نقضوا العهد، ولم يتوان أحد النشطاء عن القول على الموقع إن ما حدث جريمة بحق المدينة، وأنه يجب معاقبة كاتب اللوحة وكل من وافق على وضعها.

ولاحظ ناشط أن هناك إمكانية لمطالبة إسرائيلية في المستقبل بشمال السعودية، في حين لاحظ آخر أنه لا يسمح لغير المسلمين بدخول المدينة لذلك لا حاجة للترحيب بالعبرية.

فيما قال المستشرق الإسرائيلي تسيفي يحزكيلي في مقابلة مع صحيفة "معاريف" إن "القرار السعودي باستقبال عمال فلسطينيين مقيمين داخل الأراضي المحتلة، للعمل داخل أراضيها، يمكن اعتباره الخطوة الأولى من المملكة للتطبيع مع إسرائيل"، معتبراً أن القرار الاقتصادي السعودي المفاجئ يعتبر خطوة أولى لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، على اعتبار أن إصدار هذه التصاريح للعمال الفلسطينيين يعتبر من مفردات الخطة الاقتصادية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتشير إلى توثيق العلاقات السعودية الإسرائيلية.

والسؤال المهم: ما الذي تقدمه "إسرائيل" للسعودية حالياً من خدمات تجعل منها موضع ترحيب في المدينة المنورة؟

تلك العبارة كشفت وأكدت تعاظم العلاقات بين "إسرائيل" والمملكة في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، والتي أهم أسبابها ما عرف بصفقة القرن.

فالرياض قدمت لـ "تل أبيب" ما لم تقدمه أي دولة عربية منذ سنوات طويلة، فالسعودية هي أولى الدول العربية والأجرأ التي فتحت باب التطبيع السياسي والعسكري والفني والثقافي مع كيان الاحتلال على مصراعيه بشكل علني وأمام الجميع؛ بل أنقذتها من عزلتها حين وسَّعت- من خلال ضغوطها ونفوذها- الدائرة لتلحقها بقية الدول العربية، وعلى رأسها مصر والإمارات والبحرين. 

كما أن الرياض خلال سنوات تولي بن سلمان منصب ولي العهد قدَّمت الكثير من الخدمات السياسية المجانية لـ"إسرائيل"، ولعل أبرزها دعوات بن سلمان الصريحة للتعامل مع دولة الاحتلال كأمر واقع على الأرض، والتوجه إلى الحوار والسياسة بعيداً عن الخيارات الأخرى كالمقاومة.

وتبني الرياض صفقة القرن، رغم إسقاطها القدس واللاجئين وحق العودة، يعد خدمة إضافية ومجانية قدمتها السعودية لإرضاء "إسرائيل"، وهذا التطبيع هو أحد أبرز أسباب تمسك الكيان الإسرائيلي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والعبارة العبرية التي كتبت في لافتة الترحيب، ربما دفع ثمنها مسبقاً لولي العهد.

أضيف بتاريخ :2019/05/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد