التقارير

تقرير خاص: قمم #مكة تستبق #أمريكا في تنفيذ "صفقة القرن"

 

رائد الماجد..

اعتبر محللون وكتاب سياسيون أن تغييب القضية الفلسطينية عن أجندة أعمال القمة الخليجية والعربية وذكرها فقط في القمة الإسلامية تراجع عربي واضح في دعم نضال وصمود القضية الفلسطينية، ومحاولة لتغييبها، لصالح قضايـا تخدم مصالح دول أخرى.

هذا التغييب والذكر الخجول للقضية الفلسطينية دون الإشارة إلى "صفقة القرن" و"مؤتمر المنامة" يأتي بأمر أمريكي من أجل تصفية الحشد العربي والأممي للقضية الفلسطينية وترسيخ مفهوم الخطر الإيراني على الشرق الأوسط أكثر من خطر "إسرائيل".

غير أن غالبية الدول المشاركة في قمم مكة لها دور في تمرير وتطبيق صفقة القرن المُصاغة أمريكيًّا، ويمولها وينفذها بعض الدول العربية ودون الالتفات إلى أنها تسعى للقضاء على الحقوق الفلسطينية وتوسيع الاحتلال والعدوان على جميع الدول الإسلامية.

وتغييب فلسطين عن أجندة أعمال القمتين العربية والخليجية، مقدمة لتغييب كامل للقضية وسيصبح الأمر غير مستغرب.

كما أن المستفيد من تأجيج قضية إيران وخطرها على الشرق الأوسط هما أمريكا و(إسرائيل) فقط، ولحماية أمن الأخيرة في المنطقة وضمان بقائها وتعزيز قوتها، وإعطاء الدعم المادي والسياسي والأمني العربي لأمريكا في أي خطوة قادمة.

الواجب الذي يقع على عاتق القيادة الفلسطينية هو إعادة الاحتضان السياسي للقضية الفلسطيني بشكل عاجل، وإعادة بوصلة أجندات الدول نحو القدس والاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية.

كما يجب على القيادة الفلسطينية الخروج من عباءة دول الخليج والمجاورة وتوثيق علاقات مع دول أخرى دون الالتفات إلى البُعد الديني والتاريخي بهدف حشد الطاقات والإمكانيات لدعم صمود الفلسطينيين.

فيما تزامن تجاهل القمة العربية والخليجية في مكة لقضية فلسطين في جدولها وبيانها الختامي، مع الوقت الذي يخرج فيه الملايين أحرار العالم للمشاركة في إحياء يوم القدس العالمي، وهذا دليل على أن خيارات الشعوب تتناقض مع خيارات الأنظمة.

فتجاهل "صفقة القرن" و"مؤتمر البحرين" الاقتصادي يعد شراكة حقيقة من بعض الدول في مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية، بخذلان الفلسطينيين في أكثر الأوقات حاجة للدعم والمساندة.

فالقمم كانت مفاجأة سلبية، بعد تجاهل قمتين من القمم الثلاث اسم فلسطين، وليس القضية فحسب، بل غُيّبت القدس في الحضور السياسي والديني والوجداني في الضمير العربي والإسلامي، دون لمس أي رد فعل غاضبة أو معاتبة من رئيس فلسطين ووفده المرافق، بل أن رئيس فلسطين بصفته التمثيلية ومكانته السياسية تم التعامل معه كرئيس درجة ثانية بروتكولا دون النظر للقيمة السياسية لما يمثل، تأكيدا لهامشية فلسطين القضية –والشعب في الذهن الرسمي العربي.

أضيف بتاريخ :2019/06/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد