التقارير

تقرير خاص: أزمة غير معلنة بين #أبو_ظبي و #الرياض وشرخ التحالف يزداد توسعاً.. هل تخرج #الإمارات بكرامتها؟

 

رائد الماجد..

يبدو أن شمس الحلفاء لا تشرق طويلاً، ففي سوريا مثلا كل من تحالفوا ضدها ودفعوا بالمتمردين من شعبها لإعاثة الفساد والخراب فيها بدأوا يعودون أدراجهم أمام صمود شعبها ودفاعهم عنها، الحال نفسه في اليمن، إذ يبدو أن الشرخ بين المملكة السعودية وحليفتها الإمارات بدأ يتسع.

فالتطورات الأخيرة والرد اليمني الذي لم يكن بحسبان هذا "التحالف العربي" المزمع، أجبر أحد الحليفين على إعادة حساباته، ومجرد التلميح بهذه الفكرة جعلت من الإمارات موضع المتهم أمام السعودية في انقلاب عدن الأخير، ليخرج البلدين بأزمة غير معلنة، حتى الآن على الأقل.

وبينما اعتقد كثيرون أن المواقف الرسمية بين البلدين اتسمت بالهدوء والإشادات المتبادلة، إلا أن تراشقات وحربا كلامية شهدتها مواقع التواصل، بين كتاب وسياسيين ومحللين سعوديين وآخرين من دولة الامارات ، بسبب انقلاب عدن.

جديد هذه الحرب والتراشقات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي ما كتبه مؤسس ورئيس لجنة العلاقات العامة الأمريكية ـ السعودية "سابراك"، سلمان الأنصاري الذي شن هجوماً شديد اللهجة ضد "من كان وراء" ما حدث في عدن في إشارة للإمارات، متوعداً إياها بـ"خسارة فادحة جداً" نتيجة ما فعلوه.

وكتب الأنصاري في تغريدة له في تويتر، "إن خلط الأوراق الذي حدث في عدن وجنوب اليمن بلا تنسيق مع قيادة التحالف ما هو والله إلا خيانة صريحة مكتملة الأركان؛ وطعن حقيقي في الظهر؛ وسيخسر خسارة (فادحة جداً) كل من كان وراءه على المدى المتوسط والبعيد."

وكان للإعلام الإسرائيلي مهمة هنا وهي الوقوف عند تلك الأحداث والخروج بتحليلات سياسية تفيد بأن "الإمارات تنوي الانسحاب كليا وترك المملكة وحيدة في ساحة المعركة"، في خطوة منها – إسرائيل- لصب الزيت على النار وتأجيج الخلاف أكثر بين الحليفين.

الانسحابات التي تقوم بها الإمارات في اليمن، والتي لا يتم تنسيقها مع محمد بن سلمان ، أغرقت السعودية ببحر من الإحباط وجعلها تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من هذا التحالف بعد فشل العدوان على اليمن، وهو ما يلمح بوجود مفاوضات في الكواليس جعلت الإمارات تنفي خبر سحب قواتها بعد إعلان ذلك بأيام.

فمنذ بداية حرب التحالف في اليمن، وبرغم الشواهد التي تؤكد تباين المواقف بين السعودية والإمارات، إلا أن الأولى لم تكتشف ذلك إلا قريبا، وخصوصا بعد انسحاب الأخيرة.

فبات جلياً أن هناك هلع إماراتي يزداد بسبب نمو قدرات الردع اليمنية وإمكانية تهديدها المرافق الحيوية الإماراتية، ما يدلّ على أن استمرار العدوان على اليمن يهدّد الإمارات أكثر.

هذه المخاطر أخذت توسيع الشرخ بين حاكم أبو ظبي محمد بن زايد وبين حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وأمراء الفجيرة والشارقة المعترضين على ما يصفونه "السياسة الفاحشة" التي يطمح إليها أبن زايد، فضلا عن تعرّض الامارات إلى ضائقة اقتصادية على شفا أزمة خانقة نتيجة كلفة العدوان بحدود 100 مليار دولار.

ورغم أنها حاولت الخروج من هذا التحالف خروج الكرام، إلا أن المجريات الأخيرة جعلتها تخرج ذليلة ومتهمة بالوقوف وراء انقلاب عدن، فضلاً عن بوادر خلاف بينها وبين السعودية كالذي حصل مع قط مسبقاً.

وتشن السعودية حرب على اليمن منذ سنوات أدت إلى سقوط آلاف الضحايا في صفوف المدنيين وسط مساعي دولية لتوقيف صادرات الأسلحة الغربية إلى السعودية للحد من المجازر التي تحصل هناك، إلّا  أن تلك المساعي لم تحقق أي تقدم حتى الآن.

أضيف بتاريخ :2019/08/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد