التقارير

تقرير خاص: هل استخدم #إبن_سلمان الضوء الأخضر مرة أخرى؟

 

رائد الماجد..

لطالما كانت العلاقات السعودية الباكستانية وثيقة بشكل استثنائي، إذاً - قد يتساءل البعض - ما الذي يجعل من زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، اليوم السبت إلى الرياض ذات أهمية خاصة؟

السبب المتداول إعلامياً وراء تلك الزيارة هو إجراء محادثات مع السعودية في إطار مواصلة جهود الوساطة لخفض التوتر بين المملكة وإيران ، في زيارة خان هي الرابعة لخان منذ مايو 2019، إلى السعودية.

تلك الوساطة بدأتها الباكستان بين طهران والرياض بعد هجوم يمني على منشأتين حيوتين لشركة "أرامكو" النفطية في السعودية في 14 سبتمبر، وأعلن خان في حينه أن هذه الوساطة طلبها كل من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وولي العهد السعودي.

ففي السنوات الأخيرة، كانت إيران والسعودية تتبادلان الاتهامات حول القيام بأنشطة إقليمية مشبوهة، وتتهم كل منهما الأخرى بتقديم الدعم لجماعات المعارضة لها، ووجدت باكستان أيضاً نفسها عالقة في هذه الحرب بالوكالة بين المتنافسين.

وعموماً، تميَّزت العلاقة بين باكستان والسعودية منذ السبعينيات بتدفق مبالغ طائلة من أموال المملكة الرسمية إلى باكستان، ويشمل ذلك أموال المساعدات والإغاثة -وتُقدَّر تلك الأموال بمليارات الدولارات، رغم عدم وجود إحصائيةٍ واضحة عن الرقم الإجمالي. 

إلى جانب تزويد السعودية لباكستان بالنفط مجاناً لمدة ثلاث سنوات، في أعقاب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على باكستان.

ورغم النفوذ السعودي الواضح للعيان على باكستان، لكن ذلك النفوذ كان على نفس القدر من الأهمية وراء الكواليس، إذ كانت الأموال تتدفَّق إلى المدارس (الدينية) التي تُدرِّب المُجاهدين في الثمانينيات قبل بدء الجهاد الأفغاني، واستمرت بعد نهايته كذلك. 

وبما أن باكستان دولة مجاورة لإيران ولديها روابط قوية مع الجمهورية الإسلامية، وهي في نفس الوقت في حاجة إلى الأموال اللازمة لمساعدة اقتصادها المدمر ولديها علاقات عسكرية هامة مع الرياض، فقد وجدت نفسها في وضع صعب وكافحت لكي تبقى حيادية في الصراع بين البلدين.

وإذا وضعنا العلاقات المتجذرة والمصالح المشتركة جانباً، ينبغي أن لا نقلل من أهمية العلاقة الشخصية التي تطورت بين ولي العهد وعمران خان، الذي ظهر كرجل موثوق به وصادق في وعوده عندما جعل السعودية أول دولة يزورها بعد أن أصبح رئيس وزراء باكستان، كما اختار محمد بن سلمان باكستان لتكون أول محطة له في أول جولة له في آسيا كولي عهد للسعودية.

لكن بعد التطورات الأخيرة، وبعد موجة زيارات القادة الباكستانيين المدنيين والعسكريين إلى السعودية وإيران خلال الأسابيع الأخيرة ، فهناك ترجيحات بتحقيق طفرة معينة في المناورات الدبلوماسية التي بادرت بها إسلام آباد، وسط تلميحات بأن تكون تلك الوساطة ذات ضوء أخضر سعودي .

أضيف بتاريخ :2019/12/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد