التقارير

تقرير خاص: #أمريكا تتدخل في حرب البراميل بين #السعودية و #روسيا.. هل تُبعث كوينز من جديد؟

 

رائد الماجد

دخلت روسيا في حرب مع السعودية بأسعار النفط بغية تحقيق هدفين رئيسيين أولهما أخذ مكان المنتجين الأميركيين من مجال الأعمال، وثانيهما فضح حدود الدعم الأمريكي المقدم للرياض، لكن إلى أين ستصل هذه الحرب؟

تعتبر حرب الأسعار بين الرياض وموسكو أحدث مناورة في الصراع المقرر أن يكون صراعا طويلا ومريرا بين الحليفين السابقين، وفق ما نشرت صحيفة بلومبيرغ.

نتيجة حرب الأسعار الحالية تحددها قدرة كل طرف على إلحاق الضرر بالآخر، وكذلك من خلال قدرته على امتصاص الضرر، وهنا نشير لنقاط قوة كل طرف من المتحاربين.

فالسعودية تتمتع بقدرات هجومية أكبر، بفضل حوالي مليوني برميل في اليوم من الطاقة الإنتاجية غير المستغلة، كما يمكن للرياض أيضا استخدام مخزونها النفطي الإستراتيجي لزيادة الإمدادات في وقت قصير جدا.

كما تقوم الرياض أيضا بتخزين الخام قرب محاور الاستهلاك في روتردام وأوكيناوا وميناء سيدي كرير المصري، في حين ليس لدى روسيا شبكة من مخزونات النفط الإستراتيجية لتنافس السعودية.

أما ميزة روسيا الدفاعية، فهي استعداد الكرملين أن يغرف من صندوق الثروة الذي تبلغ قيمته 150 مليار دولار لتعويض الركود وتعزيز الروبل، في وقت قالت وزارة المالية الروسية إن هذه الاحتياطيات تكفي لتغطية الإيرادات المفقودة لمدة تتراوح بين ست سنوات وعشر سنوات، بافتراض أسعار نفط تتراوح بين 25 و30 دولارا للبرميل.

أما في السعودية فإذا ظل خام برنت عند مستوى متدني دون تعديل في الإنفاق الحكومي، فستعاني المملكة من عجز يقارب 15% من الناتج الاقتصادي في عام 2020.

المعركة بين السعودية وروسيا بلغت مرحلة خطيرة، ولهذا دخلت الولايات المتحدة على الخط، وبدأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب يجعل نفسه المنقذ عندما هدد السعودية بضرورة تخفيض انتاجها النفطي حتى تستقر اسعار النفط، وحقيقة الامر هو ان تراجع المردود النفطي المالي بدأ يضغط على امريكا ايضاً، إضافة الى ان المنتج الاول عالمياً هي الولايات المتحدة بحوالي 13 مليون برميل نفط، تأتي بعدها السعودية التي تنتج 11 فاصل ثلاثة مليون برميل نفط، فيما تنتج روسيا 11 مليون برميل.

وتوصلت السعودية لاتفاق مع روسيا على خفض انتاجها النفطي مرغمة بعدما دخل ترامب على الخط ليس من اجل السعودية وانما من اجل المصالح الامريكية، بمعنى ان معركة اسعار النفط لا تخرج اليوم عن سياق حرب المصالح العالمية.

أمر مهم لابد من الإشارة إليه هو اتفاقية كوينز عام 1945 الموقعة بين الملك عبد العزيز سعود مع الرئيس الامريكي روزفلت آنذاك، والتي تم بموجبها ضمان امريكي لأمن آل سعود في الحكم مقابل تدفق البترول لامريكا بدون حساب، وتذكير ترامب في كل مرة لابن سلمان انه "بدون حمايتنا ستسقط خلال أسبوعين"، انما هو تذكير باتفاق كوينزي.

فالأكيد أن الصراع أو حرب الاسعار بين روسيا والسعودية خلفيته سياسية وليس تقنية على المستوى النفطي، والأكيد أن أمريكا ستعمل على استثمار أي خلاف كعادتها.

أضيف بتاريخ :2020/04/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد