التقارير

تقرير خاص: حرب أسعار #النفط تنقلب على #السعودية

 

محمد الفرج

شهدت الأسواق صدمة في الطلب على النفط بسبب التراجع الاقتصادي على خلفية انتشار فيروس كورونا، ذلك التراجع هوى بالنفط لأسعار لم يشهدها التاريخ قبلاً، لكن قد تكون أضرار هذا التراجع أكثر مما نتخيل، وقد تكون أضرارها أكبر على الطرفين الذين بدءا هذه الحرب (السعودية وروسيا).

فبعد جلسة تداول عاصفة، انهار سعر برميل النفط تسليم مايو/أيار المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرّة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، مما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام حيث يتوجب على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن.

ومع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين مما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37.63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات.

ولم يستبعد بعض الخبراء أن يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة على السعودية لتنفيذ مزيد من التخفيضات أكثر من تلك التي جرى الاتفاق عليها قبل أيام بين المنتجين الكبار وعلى رأسهم الرياض وموسكو.

وبما أن السعودية هي المصدر الأول للنفط الذي تحصل عليه أمريكا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يدرس قضية وقف شراء النفط من السعودية ما قد يكون ضربة قوية للأخيرة التي لم تخفض انتاجها بالشكل المطلوب.

ولربما تفكير الإدارة الامريكية بهذا الحل كان من باب تورط السعودية بالحرب النفطية مع روسيا ودورها في الوصول لما تم الوصول إليه، حيث اتهم السيناتور الجمهوري جيم إنهوف روسيا والسعودية بمواصلة إغراق السوق العالمية بالنفط بهدف سحق مُنتجي الغاز والنفط الأميركيين، مضيفا أن تصرفات روسيا والسعودية تهدد الاقتصاد والأمن القومي الأميركيَّيْن.

وطالب إنهوف إدارة الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية على الوقود المستورد من السعودية وروسيا لمعاقبة هذا السلوك المرفوض، حسب تعبيره، أما السيناتور الجمهوري كيفن كريمر فقال إنه يجب عدم السماح للسعودية بمواصلة إغراق السوق بالنفط.

يبدو جليا أن السعودية أساءت تقدير دفاعاتها المالية واستخفت بتداعيات تفشي فيروس كورونا على قاعدة الطلب العالمية، فالروس، الذين يأملون أن يؤدي انخفاض الأسعار إلى الإضرار بمنتجي النفط الصخري الأمريكي، رفضوا التراجع، وخرجت السعودية خاسرة من هذه الحرب النفطية.

أضيف بتاريخ :2020/04/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد