آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي أحمد البغلي
عن الكاتب :
كاتب كويتي

متى تأكل الهيئة «الجبنة الكبيرة»؟!


علي أحمد البغلي ..

تساءلت، كما تساءل كثيرون، عن خلو ما سمي فضيحة «أوراق بنما» التي نشرتها الصحافة الغربية الحرة عن تضخم ثروات العشرات من رجال السياسة والرياضة والفن، وإيداعها في شركات خارج دولهم مما يسمى الجنان الضريبية Tax Heaven، وقد تحركت الشعوب الحرة في أيسلندا، حيث أجبر رئيس وزرائها على الاستقالة، وانكلترا حيث أجبر رئيس وزرائها على الدفاع عن ثروة «والده»! ـــ لاحظوا أن الفضيحة لم تمس السياسي البريطاني الكبير، لكنها مست والده فاضطر الى الرد ـــ والكويت المرتع الجديد/ القديم للفاسدين من بعض أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية والتجار.. مسها «طشار» أو «طشاش» من أوراق بنما التي حكت لنا، أن أحد المسؤولين النفطيين الكبار، والذي لقبته الوثائق والتحقيقات الصحافية التي نشرتها صحف أميركية واسترالية بــ «الجبنة الكبيرة» Big Cheese!!.. صاحبنا «الجبنة الكبيرة» قبض عمولة، قدرها 7 في المئة من قيمة عقد ملاييني من شركة أميركية تولت أمر اقامة منصات تحميل أحد المرافئ النفطية.

* * *
ونؤكد أن صاحبنا «أبو الجبن» كانت لديه عادة قبض المعلوم على عقود القطاع النفطي، العصية على كثيرين، إلا من رحم ربي.. وهو أمر يتكلم به القاصي والداني، من دون أن ترى مسؤولاً عن تلك العقود شريكاً كان أو شاهداً على تلك الرشى، يأخذ جزاءه العادل بالقانون، ومن خلال الأجهزة التي أنشأتها لهذا الغرض ولمكافحة فساد بعض أبناء هذا البلد حتى أدمنوه.. وقال: من أمرك؟ رد: من نهاني!
أنا أنادي من خلال هذا المنبر تحديداً هيئة مكافحة فسادنا «الديكورية» حتى الآن أن تتحرك وتصحو من سُباتها العميق، فقد أعيد لها شخصيتها المعنوية وامتيازاتها الخرافية، التي ألغاها حكم المحكمة، ورأينا ثغور بعض المنتمين اليها تعلوها الابتسامة، وهم يرتدون البشوت اللامعة مؤخراً، فرحا وسعادة بالرجوع إلى الماضي السعيد، بعد صدور مرسوم إعادتها للحياة من جديد. وقد فوجئت كما فوجئ كثيرون من المراقبين أمثالي بأن بعض مسؤولي الهيئة يقولون إنهم عاكفون على إنهاء لائحتها التنفيذية!!

وقد كان ذلك مثار استغراب، حيث إن اللائحة التنفيذية السابقة استغرق الانتهاء منها أكثر من سنتين، ولربما تحتاج بعض التعديل الطفيف، فلماذا التلكؤ في عمل تلك الهيئة والفساد أصبح ملء العين والبصر؟!! نريد أن نرى عين الهيئة الحمراء على قضية جاهزة ومقشرة وهي قضية صاحبنا «الجبنة الكبيرة»، فمتى سنرى ما هم فاعلون؟!! وهل بعض منهم للجبنة الكبيرة آكلون؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/04/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد