آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هايل الشمري
عن الكاتب :
هايل الشمري. أخصائي نفسي ، يكتب في "الوطن" منذ عام 2006. يطل كل إثنين وخميس في زاوية (خروج عن النص). طقطق علينا! الرفاهية المحتكرة!

اختبار صغير


هايل الشمري ..

 يؤكد السادة في مجلس الشورى دوما، أن مجلسهم لا يقدم توصيات وإنما يصدر قرارات. عن نفسي، فإني مصدقهم، ولكن ليطمئن قلبي فإني أحتاج إلى شيء ملموس!

لذا، لا أجد اختبارا "صغينونا" لذلك، أفضل مما نشرته صحيفة "الرياض" أمس، عن تشديد مجلس الشورى على الخطوط السعودية، ومنعها من فرض مبالغ إضافية على تذاكر رحلاتها الداخلية، كوضع مقابل مالي إزاء بعض خدمات الحجز، واختيار المقعد.

صحيح أن مطالبة "الشورى" للخطوط السعودية هو عبارة عن توصية جديدة من لجنة النقل في المجلس، تم تضمينها في التقرير النهائي المتعلق بأداء "الخطوط". بمعنى أنه يتبقى تصويت الأعضاء عليها لتتحول إلى قرار، لكن لا يمنع من تحويلها إلى مقياس، فإن نجح المجلس بإقرارها وأذعنت الخطوط السعودية لنبرة مجلس الشورى الحادة معها، فهذا يعني أنهم "أقوياء" بما يكفي للتأكد أن لدينا جهازا تشريعيا بمعناه الحقيقي.

أما إن طنشتهم "الخطوط" مواصلة فرض المبالغ الإضافية على تذاكرها الداخلية، فلا يعتب أعضاء المجلس الموقر باستمرار النظرة السلبية من معظم المواطنين تجاهه.

أحد مسببات امتعاض كثيرين من أداء مجلس الشورى، هو إعلان بعض لجانه توصياتها قبل أن تنضج وتتحول إلى قرارات، فيظن الناس أن التوصية هي القرار الملزم، ثم يفاجؤون بعكسها عندما ترفض مثلا أو نحوه، مما يعطي انطباعا سلبيا عن أداء المجلس ومدى إلزامية قراراته، أو وجود تناقضات فيها.

يريد بعض أعضاء مجلس الشورى أن تكون نظرة الناس إليهم بناء على آرائهم الشخصية أو توصيات لجان المجلس، بينما المواطنون نظرتهم تعتمد على ما يصدر عنه من قرارات ملزمة التنفيذ.

كمواطن، لا يهمني إدلاء بعض أعضاء "الشورى" بآرائهم، ولو كانت متوافقة مع الرأي العام، فبإمكان أي منا أن يصدح مثلهم برأيه في وسيلة إعلامية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الفارق هو في قدرة المجلس على التغيير.

على كل حال، إن نجح مجلس الشورى في ذلك الاختبار متناهي الصغر، وتم تحويل تلك التوصية إلى قرار، فلن أقف مكتوف اليدين إزاء اتهامه بالسلبية، لكن إن فشل المجلس في استصدار قرار من رحم تلك التوصية، فالوجه من الوجه أبيض!

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/04/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد