آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
رولا سمور
عن الكاتب :
كاتبة فلسطينية الأصل , بكالوريوس علوم كمبيوتر

أين نحن بعد عقد من الزمان؟!


رولا سمور ..

يشهد عالمنا العربي البائس أعنف وأقسى لحظات ضياعه. فبعد موجة «الربيع» التي اجتاحت بعض بلداننا، والتي معها تمنيت أن يبقى الشتاء والصيف للأبد، بدءاً من تونس ومروراً على كل بلداننا، تغيّر الحكام ولم تتغير الأنظمة، تصحرت أراضينا ومواردنا وما أزهرت ثوراتنا! بركت همة شبابنا وغلفهم اليأس والخوف من المجهول وما أنارت المقامة بريقا، بل أطفأت معها شعلة أمل تمنيت لو تدارى.

أنظر لنا ويعتريني الذهول من سرعة تدهور الحال! فأطفالنا مشردون وشبابنا مغيبون، ولا أدري إلى أين المصير؟ وأتساءل في هلع: ما الذي سنكونه بعد عقد من الزمان؟!

في أزمنتنا الغابرة، كان الفحم هو المسيطر قبيل الحرب العالمية الأولى لاستخدامه في آلات ذاك الزمن، ضرب النفط تلك السلعة في مقتل ليحل محلها ويتربّع على عرش اللعبة، فمن يمتلكه يمتلك زمام السوق، لكن، ماذا بعد زمن النفط؟

خلال العقد الماضي، عايشنا الأزمنة البنكية، وليست الاقتصادية كما روج لها، وتبنت أكبر الشركات سياسة شد الحزام لدرجة خانقة، اختفت شركات وبرزت المشاريع الصغيرة كلاعب جديد على الساحة، زادت البطالة، اختلفت المهارات المطلوبة لسوق العمل، وضاق العالم رغم اتساع آفاقه بسبب كابوس الرأسمالية المتطرف.

ضاع ميزان القوى، سبق أن تفكك الاتحاد السوفيتي، ومن بعده منظومة أوروبا الشرقية، تفتت بلدان عربية وأوروبا تقف في طابور التفكك منتظرة دورها. فالحدود تغيّرت وأعيد تشكيل خريطة العالم من جديد ولا ندري من المارد القادم؟! فكفة القوة الاقتصادية تميل للصين والتحالفات شملت قوى جديدة كإيران، والقوة الاقتصادية ستتبعها حتما قوى سياسية وعسكرية ستخط تاريخا جديدا.

هل نحن على وشك خوض حرب عالمية ثالثة، أم أنها بدأت بالفعل؟!
غموض يلف المستقبل ولا أحد يستطيع فك طلاسمه والتكهن بما يحمل في جعبته.
وفي وسط زحام هذه التساؤلات، أين موقع أمتنا الإسلامية؟ وما دورها؟

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/04/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد