آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فواز عزيز
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

صناديق النخب الثقافية


فواز عزيز ..

لا ندرك من «الديمقراطية» إلا «صندوق الاقتراع».. ولا نأخذ منها إلا «القشور» ونزهد بكل أعرافها.

دخلت علينا الديمقراطية من كل الأبواب: «البلدية، والاجتماعية، والرياضية، والإعلامية، والثقافية»، فأصبحنا ننتخب أعضاء المجالس البلدية، والجمعيات الخيرية والاجتماعية، والاتحادات الرياضية، وهيئة الصحفيين، والأندية الأدبية.. لكن «أغلبها» بالتصويت بعيدا عن أعراف ونظم «الديمقراطية» رغم أننا نستخدم صناديق الاقتراع، فالفزعة والقبلية والمذهبية مقدمة على «الجدارة» و«الكفاءة»، وإن لم يكن الناخب مؤمنا بالفزعة ولا يعترف بالانتماء القبلي والولاء المذهبي، فإنه في الغالب يزهد بالتصويت، وبذلك لا فرق بين «الأول» و«الثاني»؛ فكلاهما معطل للديمقراطية.

«الديمقراطية» لا تنجح إلا إذا نجحت «الانتخابات»، والانتخابات لا تنجح إلا إذا كان من يمتلك حق التصويت يؤمن بأن الكفاءة والجدارة هما معيار التصويت، سواء كان «المصوت» هو المجتمع ككل أو نخبة من الرياضيين أو المثقفين أو الإعلاميين أو في أي مجال.

ربما يعتقد «البعض» أن المجتمع يحتاج المزيد من الوقت ليدرك أن أهم معايير الانتخاب هي «الكفاءة» وأنها مقدمة على كل المعايير والحسابات.. لكن هل لا تزال «النخب» تحتاج مزيدا من الوقت لتدرك ذلك..؟

أعتقد أن واقع المثقفين من خلال انتخابات الأندية الثقافية والأدبية لا يزال دون أولى درجات الديمقراطية؛ بدليل أنهم يحشدون الأصوات ويلبسون ثوب «القبيلة» أثناء فترة الانتخابات ونحن الآن مقبلون على انتخابات الأندية، و«إن غدا لناظره قريب»..!

من التجارب الانتخابية التي شوهت صورة الديمقراطية: المجالس البلدية، والأندية الأدبية، وهيئة الصحفيين، فكلها استغلت صندوق الاقتراع للوصول إلى الكرسي، لكنها لا تؤمن بالديمقراطية ولا تسلك طرقها.. فكل عضو «منتخب» يفوز يدخل عبر صندوق الانتخاب ثم يُمضي فترته ويغادر دون أن يحاسبه أحد على فشل أو تقصير.

إذا فشلت «النخبة» في اختبار «الديمقراطية»، فمن الطبيعي أن يفشل المجتمع في «الديمقراطية» ويتخلى عن «الجدارة والكفاءة» أمام حسابات أخرى، فمؤشر وعي المجتمع بيد النخب ارتفاعا وانخفاضا.

(بين قوسين)

إذا كانت مشكلة الديمقراطية عندنا في فشل «انتخاباتها»، فمن باب أولى ألا نسأل عن نتاج تلك الديمقراطية بعد فوز المرشحين..!
 
صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/04/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد