آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الحليم البراك
عن الكاتب :
كاتب سعودي بصحيفة مكة

متدرب في معهد الإدارة بمرتبة وزير!


عبدالحليم البراك ..

إثر تصريحات مثيرة، نشرتها صحيفة الحياة (12 أبريل) على خلفية تندر مغردين على أحد الوزراء، طالب أحد أعضاء مجلس الشورى الوزراء بأخذ دورات في معهد الإدارة العامة في كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، والفكرة ليست سيئة من زاوية تحسين مهارات الوزراء في التعامل مع الناس. من زاوية أخرى، هدفها أن يشعر الوزراء أخيرا بمعاناة الموظف في الحصول على دورة في معهد الإدارة، والتي تنعكس أولا على مستواه الوظيفي بعد انقطاعه عن التعليم وتنعكس أيضا على ترقياته، إن كان ثمة ترقيات أكثر من وزير!

عموما، لو اشترط التجديد للوزير في وزارته بعدد من الدورات، وبنقاط التدريب كالموظفين، لرأيت صفحة معهد الإدارة الالكترونية على «كمبيوتر» الوزير وهو يرتقب ويترقب هل اعتمدت الدورة أم لا، أم تم نقل الدورة لفرع جدة أو المنطقة الشرقية، وهل جاءته رسالة sms بالقبول أو جاءه تهديد المعهد الشهير: إن تغيب بلا إخطار مسبق سيتم حرمانه سنة من دورات المعهد، لحظتها: سيعرف الوزير معنى ضرورة هذه الدورات للترقية للموظف.

ومن ضمن فوائد هذه الدورات للوزراء أن يلتقي الوزير بموظفيه في المعهد ليسألهم عن وزراته وأحوالها، ويحسد معاليه الموظف على حصوله على دورتين في سنة واحدة، ويشاركهم ربما السكن في الملز، قريبا من المعهد بسبب صرامة الحضور والانصراف في المعهد مقارنة بدوام معاليه المرن للغاية!

وستقف سيارته في المواقف السفلية في الظل شرط أن يأتي الساعة السابعة والنصف وهذا يعني أن يصحو من نومه الخامسة أو السادسة صباحا، وربما هذا الموعد المبكر قريب جدا من موعد نومه الذي اعتاد عليه، أو تقف سيارته في الشمس كخلق الله الغلابة، وربما ذهب الوزراء معا للمعهد في سيارة واحدة، توفيرا للوقت فهو اجتماع تنسيقي بين الوزراء أو لجنة وزارية سيّاريّة وفي نفس الوقت مشوار للمعهد، كما وفروا من سعر بنزين السيارة الذي ارتفع.

وسيغار الوزير وربما يشعر بالحنق بسبب أن وزيرا آخر حصل على دورتين في المعهد لأن مسماه الوزيري لا يمكنه من الحصول على دورات بينما سهل للوزير الآخر الحصول على دورات لاختلاف المسمى الوزيري الوظيفي!

عموما، إن شعر الوزير بمعاناة الموظف في الحصول على دورة في معهد الإدارة، والمعاناة في الحضور لها والانصراف منها، والارتباط المؤلم بين الدورة والترقية مع عدم توفرها للبعض وتوفرها لآخرين، أتوقع من معاليه أن يقاتل من أجل أن يصبح سلم الموظفين كسلم المعلمين لا ترقيات فيه إلا بمؤهل أعلى أو بعوامل تحفيز أخرى غير الطرق التقليدية الحالية!


صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/04/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد