التقارير

#تقرير_خاص : الحليفان المتنافسان.. مسار جديد للعلاقات السعودية الإماراتية


محمد الفرج....

ترسم الإمارات مسارها الخاص في المزيد من القضايا، ولم يكن مطلبها لرفع مستوى إنتاجها من النفط في اجتماع تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+) سوى أحدث مثال على منافستها الحادة للسعودية على الصدارة العربية والعالمية.

التنافس بين الرياض وأبوظبي وصل إلى أبواب واشنطن، حيث أثبتت الإمارات أنها، رغم حجمها وثروتها الأصغر بكثير، ذات رصيد سياسي وعسكري قيِّم للولايات المتحدة.

وعلى النقيض من ذلك، أصبحت السعودية، في ظل حكم ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، شريكًا مزعجًا لواضعي السياسات في الولايات المتحدة، إذا لا يزال في مرحلة التعافي من تداعيات القتل الوحشي للصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي" عام 2018، وهو الفعل الذي خلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) إلى مسؤولية "بن سلمان" عنه، ما جعله ضيفًا غير مرحب به في البيت الأبيض.

لذلك خطت الإمارات خطوات كبيرة نحو استبدال السعودية كشريك عسكري عربي مفضل لواشنطن عندما أصبحت أول دولة عربية تحصل على الطائرة المقاتلة الأمريكية الأكثر تقدمًا (F- 35)، في وقت أوقفت فيه إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بيع جميع الأسلحة الأمريكية الهجومية للسعودية بسبب جرائم الحرب ضد المدنيين في حرب اليمن.

أصول التنافس الإماراتي السعودي تعود إلى ما قبل 12 عامًا عندما تحدت الإمارات القيادة الإقليمية لشقيقها الكبرى بعد 3 أسابيع من موافقة مجلس التعاون الخليجي على خطط عام 2009 لإنشاء بنك مركزي مشترك في الرياض، حيث أعلنت فجأة أنها ستنسحب من هذه الخطط.

ضغطت الإمارات ليكون البنك في عاصمتها (أبو ظبي) لكن السعوديين أصروا على الرياض باعتبار أن المملكة تمتلك أكبر اقتصاد في العالم العربي وأول عضو عربي في مجموعة العشرين المرموقة.

وقضى اعتراض الإمارات على كل الآمال في إنشاء بنك وعملة خليجية مشتركة، وجعل من السهل على سلطنة عُمان أن تعارض علنًا إعلان العاهل السعودي الراحل "عبد الله بن عبدالعزيز"، في أعقاب الانتفاضات العربية عام 2011، بأن "الوقت قد حان للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة اتحاد داخل كيان واحد".

ومنذ فشل الجهود السعودية لتشكيل سوق خليجية مشتركة على النمط الأوروبي، تباعد قادة الرياض وابوظبي بشكل متزايد في سياساتهما الخارجية حتى مع استمرار تصوير أنفسهم على أنهما أصدقاء.

التحالف لم ينته، لكن محطة التنافس الثانية كانت في اليمن، حيث قادت السعودية والإمارات التحالف العربي الذي غزا البلد في مارس/آذار 2015 لسحغير أن الحرب آلت إلى سحب الإمارات قواتها العسكرية أولا، تاركة السعودية بمفردها في مواجهة الصراع الخاسر مع أنصار الله، ثم دعمت الحركة الجنوبية الساعية إلى الانفصال عن شمال اليمن.

كما اختلف الحليفان المتنافسان بشأن سياستهما تجاه قطر بعد أن فرضا، في يونيو/حزيران 2017، مع البحرين ومصر، فقررت السعودية إنهاء الحصار بمفردهم تحت ضغط كبير من الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" والبنتاجون، الذي يستخدم قطر كمقر إقليمي متقدم للقيادة المركزية الأمريكية وحذت الإمارات حذوها على مضض.

ومع ذلك، فإن الكثير من القواسم المشتركة لاتزال قائمة بين النظامين في الإمارات والسعودية، ولذا هرع "بن زايد" إلى الرياض في اليوم التالي لاتفاق "أوبك+" لتذكير "بن سلمان" بذلك، لكن العلاقة بينهما سترسم بشكل جديد ولن تبقى الإمارات مجرد منفذ للأوامر السعودية.

أضيف بتاريخ :2021/07/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد