التقارير

#تقرير_خاص : خلاف البراميل يتطور لعتاب شعري


محمد الفرج...

تسبّب الخلاف العلني الذي وقع بين الإمارات والسعودية مؤخرا في مجموعة "أوبك بلس"، بزعزعة الأسواق الدولية، نظراً إلى الرهانات الكبيرة المرتبطة بالتوصل إلى اتفاق يدعم التعافي الاقتصادي العالمي.

لقد عارضت الإمارات تمديد الاتفاق وتوسيعه، من دون زيادة طاقتها الإنتاجية أولًا على صعيد المنطقة، اعتُبِر هذا الخلاف بمثابة تصدّع إضافي بين علاقة الرياض وأبوظبي، خصوصاً في ظل الشراكة الاستراتيجية السعودية الإماراتية، التي تنامت بعد الانتفاضات العربية في العام 2011، ولا سيما منذ العام 2015، أي منذ تسلّم العاهل السعودي الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان مقاليد الحكم في المملكة.

لكن تطور الأحداث يُعبّر عن أكثر من مجرد خللٍ في العلاقات الثنائية، لا شكّ في أن البلدَين سوف يتجاوزان هذا الخلاف الأخير، مثلما حدث عندما اختلفا بشأن مسائل أخرى مثل السياسات المرتبطة بكل من اليمن وقطر و"إسرائيل" وتركيا، وغيرها، لأن منافع هذه العلاقة الثنائية أكبر بكثير من الأختلاف.

كما درجت العادة عند وقوع خلاف بين الدولتين، لجأت شخصيات سعودية وإماراتية إلى التغريد على تويتر للتعبير بشكل غير مباشر عن تحفظات كل جانب تجاه الجانب الآخر. وقد كشفت عملية شد الحبال هذه عن نزعة قومية مفرطة كانت واضحة للعيان في الدولتَين خلال الأعوام الأخيرة.

فقد غرّد تركي آل الشيخ، مستشار الديوان الملكي السعودي والمقرب من الأمير محمد بن سلمان، بعد الخلاف في مجموعة "أوبك بلس" ما يلي: "صاحبي.. والله ما عادك صاحبي الزمن غيّرك.. وظروف الحياة والزمن.. وإن راح بك.. ما راح بي".

كان المسؤولون الإماراتيون أقل شاعريةً، ولكنهم لم يتوانوا بدورهم عن إطلاق كلام لاذع، فقد غرّد المسؤول الإماراتي السابق ضاحي خلفان الذي غالبا ما تعبّر تغريداته عن توجه الدولة الإماراتية، قائلًا: "المصلحة تسبق العلاقة" و"هذا زمن لا يعرف الصداقة أو الأخوة.. إنه زمن المصالح المادية" و"البقاء ليس للأقوى في عالم البشر.. البقاء للأذكى".

في الواقع، تجري إعادة نظر في نمط التحالف منذ العام 2019، بعد التحوّل الذي شهدته الاستراتيجية الإماراتية في اليمن والمبدأ غير المعلَن خلف هذه العملية هو إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية.

يمكن فهم الخلاف الأخير على نحوٍ أفضل في ضوء التصوّر المتنامي في الخليج بأن حلول حقبة ما بعد النفط بات وشيكاً.

أضيف بتاريخ :2021/07/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد