التقارير

#تقرير_خاص : هل يضعف توتر العلاقات بين واشنطن والرياض النفوذ الأمريكي في الخليج؟

محمد الفرج...

بعد موجة الغضب الأمريكية ضد السعودية بسبب قرار "أوبك+" خفض إنتاج النفط، قال خبراء ومسؤولون سابقون في الولايات المتحدة، إن العلاقة بين واشنطن والرياض معقدة للغاية بحيث لا يمكن تفكيكها بالكامل، وأنه يجب على الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تقييم أي تعديل في السياسة على كامل منطقة الخليج.

ورغم أن "أوبك+" بررت قرار خفض الإنتاج (بمقدار مليوني برميل في اليوم) باعتباره ضروريا لاستقرار سوق الطاقة العالمي وسط مؤشرات على الركود، فإن القرار قوبل بإدانة واسعة في الولايات المتحدة، خاصة من المشرعين الديمقراطيين الذين دعوا إلى إجراء تغيير شامل في العلاقات مع المملكة ووقف مبيعات الأسلحة إليها.

واتهمت إدارة "بايدن" السعودية بمساعدة روسيا عبر زيادة أرباحها النفطية بينما تواصل حربها في أوكرانيا. وردت السعودية على إدارة "بايدن"، قائلة إنها "ترفض تمامًا" الانتقادات الموجه إليها، ولا يبدو أن أي من الجانبين سيتراجع.

وبحسب ما ورد، ألغت الولايات المتحدة اجتماعا مع السعودية ومجلس التعاون الخليجي بشأن إيران، في حين لم تتم دعوة المسؤولين الأمريكيين إلى مؤتمر استثمار سعودي مخطط له في وقت لاحق من هذا الشهر، وذلك وفقًا لوكالة "فرانس برس".

وقال "بروس ريدل"، من معهد "بروكينجز" ومدير مشروع الاستخبارات، إن "بايدن" يجب أن يضع في اعتباره أنهم "يحتاجون إلينا أكثر مما نحتاجهم" عند إعادة تقييم علاقته بالسعودية.

وقدم العديد من الديمقراطيين، الذين انتقدوا لسنوات مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والحرب المستمرة في اليمن، تشريعات تدعو إلى حظر مبيعات الأسلحة للمملكة.

ولدى الولايات المتحدة والسعودية شراكة أمنية وثيقة، وتعد المملكة هي أكبر عميل للأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، حيث تحصل السعودية على نحو 70% من أسلحتها من الولايات المتحدة، وفقًا لدراسة أجراها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام عام 2020.

وتمت الإشارة في الكونجرس إلى الأسلحة الهائلة التي تقدمها واشنطن للمملكة، باعتبارها ورقة مهمة يمكن استخدامها ضد ما تعتبره إدارة "بايدن" تحالفًا مع روسيا.

وأعرب العديد من شركاء الولايات المتحدة في المنطقة عن عدم ارتياحهم إزاء ما يُنظر إليه أنه تراجع في الالتزام الأمريكي بأمن المنطقة.

ومع رد الفعل الأمريكي العنيف على قرار "أوبك+"، والذي كان موجهاً بشكل شبه حصري إلى السعودية، خرجت العديد من دول الخليج الأخرى للتضامن مع الموقف السعودي، معتبرة أن القرار اتخذ بناء على "دراسات فنية" و"تطورات السوق".

وقال خبراء إن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في "وضع صعب" بعد رفض دول الخليج دعوات لعزل روسيا، وأشار آخرون إلى قرار "أوبك+" باعتباره علامة على أنه في حين أن الخليج ليس كتلة واحدة، إلا أن هناك بعض الإجماع فيما يتعلق بقضايا مثل الطاقة، ويمكن أن يكون لتفكيك العلاقات مع السعودية تأثير مخيف على بقية المنطقة.

مع إعادة تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، ينبغي على بايدن أيضًا النظر إلى التداعيات على العلاقات الأمنية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وكذلك الناتو ككل، بدلاً من النظر إلى القضية من منظور ثنائي فقط.

أضيف بتاريخ :2022/10/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد