التقارير

#تقرير_خاص : سبب غريب وراء ترويج السعودية لخبر "هجوم إيراني وشيك على المملكة".. لكن الموقف الأمريكي كان أغرب!

رائد الماجد...

روجت خلال الفترة الأخيرة، السعودية ووسائل إعلامها لما أسمته "هجوم إيراني وشيك على المملكة" رغم نفي إيران ذلك وبشكل رسمي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الدافع وراء الترويج لهذا الخبر؟

بداية لابد من الإشارة إلى التقرير الذي نشره موقع "ريسبونسيبل ستيتكرافت" (Responsible Statecraft) الذي يديره معهد كوينسي ستيتكرافت للأبحاث بواشنطن، والذي شكك بدقة التقارير الاستخباراتية التي قالت السعودية إنها تبادلتها مع الولايات المتحدة حول وجود احتمال بشن هجوم إيراني وشيك على المملكة، وهي التقارير التي دفعت واشنطن ودول في المنطقة لرفع جاهزيتها العسكرية.

واعتبر التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه لا يجب استبعاد أن يكون الأمر مجرد محاولة سعودية لخداع واشنطن للحصول على المزيد من الدعم العسكري الأمريكي. 

يأتي هذا في الوقت الذي كانت إدارة "بايدن" تعيد تقييم العلاقة مع الرياض وتدرس تخفيض التواجد والمساعدات العسكرية للمملكة، بسبب أزمة خفض إنتاج النفط.

يجب ألا نقول إن المزاعم السعودية لا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد، ولكن لا ينبغي استبعاد مسألة أن الحكومة السعودية تحاول بهذه المزاعم تقييد أيدي منتقديها في واشنطن، وربما تحاول أن تحاصر إدارة بايدن لمنعها من إبطاء أو وقف المساعدات العسكرية.

منذ الهجوم على منشآت "أرامكو" في بقيق عام 2019، تنخرط طهران والرياض أساساً في محادثات مباشرة لتحسين العلاقات، كما استعادت إيران والإمارات العلاقات الجيدة منذ تولي "إبراهيم رئيسي" السلطة في طهران.

ما سبق، يعزز فرضية استبعاد أن تلجأ إيران لشن هجوم حقيقي على السعودية الآن، كما تدرك الأخيرة أنه لا يوجد عادة شيء يحظى باهتمام ودعم واشنطن الفوريين بشكل أسرع من دق ناقوس الخطر بشأن التهديدات الإيرانية للحلفاء في الخليج.

وعندما تجد الحكومة السعودية نفسها في مشكلة مع منتقديها في الولايات المتحدة بسبب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، فإن الرياض وجيش جماعات الضغط التابعين لها يسارعون للتأكيد على عدائهم لإيران كتذكير على أهمية استمرار قيام واشنطن بتزويدهم بالمعلومات والسلاح.

لا ننسى أيضا أن مزاعم وجود هجوم إيراني وشيك على القوات الأمريكية استخدمت من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب كذريعة لاغتيال الجنرال الإيراني الشهيد قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني 2020.

لربما تحاول السعودية دفع إدارة "بايدن" لشن هجوم استباقي ضد إيران، لكن على إدارة بايدن أن توضح للسعودية أن الولايات المتحدة لن تلجأ إلى العمل العسكري نيابة عنها، سواء أكانت مزاعم السعودية بشأن هجوم إيراني مخطط له صحيحة أم لا، وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى إظهار أنها لن تكون مضطرة لتوفير المزيد من الأسلحة والمساعدة العسكرية لحكومة أثبتت أنها غير موثوقة وغير جديرة بالثقة.

إذا كان السعوديون يخترعون التهديد أو يبالغون فيه لأغراضهم الخاصة، فهذا تأكيد أكثر على أن حكومتهم لا يمكن الوثوق بها ولا تستحق الحماية التي توفرها لهم الولايات المتحدة.

أضيف بتاريخ :2022/11/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد