التقارير

#تقرير_خاص : لماذا اختارت السعودية الصين؟

 

رائد الماجد...

يعد أحدث مثال على تدهور العلاقات السعودية الأمريكية هو قيادة الرياض لقرار "أوبك+" خفض إنتاج النفط مليوني برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والرد القاسي من قبل الولايات المتحدة. ويفتح هذا النزاع مساحة للصين لتوسيع نفوذها في المنطقة على حساب الولايات المتحدة وحلفائها.

وفي ديسمبر/كانون الأول الجاري، زار الرئيس الصيني "شي جين بينج" الرياض وعقد أول قمة صينية عربية بالإضافة إلى القمة الصينية الخليجية والاجتماعات الثنائية مع السعودية. وكان استقبال الرياض الفخم لـ"شي" يتناقض بشكل صارخ مع الاستقبال الأكثر خفوتًا للرئيس الأمريكي "جو بايدن". واستغلت كل من الصين والسعودية الزيارة للتأكيد على أهمية تعميق علاقتهما الثنائية.

وبالنظر إلى العلاقات الأمنية القوية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وكذلك علاقات الصين بإيران، وإحجام بكين عن العمل كضامن أمني للمنطقة، فلا يمكن أن تحل الصين محل الولايات المتحدة في المدى القريب. 

لكن مع مخاوف الولايات المتحدة بشأن المنافسة مع الصين، فإن توسيع التعاون الصيني مع المنطقة يعقد التعاون الأمني الأمريكي ويخاطر بتفاقم الخلافات الأمريكية السعودية.

يفتح هذا النزاع الأخير المزيد من الفرص أمام التأثير الصيني في المنطقة، في وقت تتطلع فيه الرياض وبعض من جيرانها بالفعل للتعاون مع الصين بشأن التكنولوجيا والأمن. وتعتمد بكين على الطاقة القادمة من الخليج، وقد أصبحت العراق والسعودية من أهم شركاء الطاقة المنخرطين معها في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

ويرى مراقبون أن اعتماد السعودية عسكريا على الولايات المتحدة وقدرة الصين المحدودة على نشر قواتها في العالم، يجعل من المستحيل على الصين استبدال الولايات المتحدة على الفور، حتى لو أرادت ذلك.

لكن حتى التغييرات الهامشية يمكن أن تؤثر على المصالح الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها كما أن زيادة الخلافات بين الولايات المتحدة والسعودية قد تسرع انهيار العلاقة.

أضيف بتاريخ :2022/12/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد