التقارير

#تقرير_خاص : السعودية والتطبيع.. ما الذي ستطلبه الرياض في المقابل؟

محمد الفرج...

قبيل ولاية تبدأ بأجواء مشحونة بتحذيرات المعارضة من انقلاب دستوري، وخوف من أزمة أمنية في الساحة الفلسطينية، سيحتاج نتنياهو إلى إنجاز نوعي، على أمل أنه سينجح في التعتيم على كل ذلك، كما أن الصورة الاقتصادية ليست واعدة: الخبراء يحذرون من ركود دولي طويل.

تبدو طموحات نتنياهو هنا غير خفية، فثمة موضوع قديم، تبنى إزاءه التزاماً ايديولوجياً بعيد المدى: إحباط المشروع النووي الإيراني، وهناك أمل جديد يدفع به قدماً مؤخراً، وهو توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.

في فترة الرئيس دونالد ترامب، حدث تقارب واضح بين "إسرائيل" والسعودية على خلفية العلاقات الوثيقة بين نتنياهو وولي العهد محمد سليمان مع الرئيس السابق، وقد نشر كثير في وسائل الإعلام الأجنبية عن علاقات أمنية واستخبارية متشعبة بين "إسرائيل" والسعودية. 

ذات مرة، في تشرين الثاني 2020، أعطى نتنياهو إشارات بواسطة منشورات لمتحدثيه في الشبكات الاجتماعية عن زيارة سرية للسعودية، السعوديون الذين غضبوا من هذا النشر، عادوا في العلاقات خطوة إلى الوراء. 

وفي مقابلات قبل وبعد فوزه في الانتخابات الأخيرة في الشهر الماضي، عبر نتنياهو عن رغبة في التوقيع على اتفاق مع السعودية، استمراراً لاتفاقات التطبيع التي وقعت مع الإمارات والبحرين قبل نحو سنتين.

ما الذي ستطلبه السعودية في المقابل؟ 

يبدو أن لولي العهد، الحاكم الفعلي للمملكة، سلسلة طلبات، ولكنها طلبات ستوجه للولايات المتحدة أكثر مما هي لـ"إسرائيل" إضافة إلى ذلك، اهتمام السعودية بالنزاع بين "إسرائيل" والفلسطينيين محدود، فمع غياب أي مواجهات حول الحرم وما دام الوضع في "لضفة الغربية" تحت السيطرة، فلن تطالب السعودية باختراق في العملية السياسية بين الطرفين كشرط للتقدم في علاقاتها مع إسرائيل.
تنشر وسائل الإعلام الأجنبية عن تنسيق استخباري متشعب بين "إسرائيل" والسعودية حول المسألة الإيرانية، ومن المرجح أن تنظر الرياض بإيجابية لأي خطوة تخطوها دولة أخرى تثير الرعب في طهران. مع ذلك، تصعب رؤية السعودية تساهم في معركة عسكرية ضد إيران بشكل مباشر.
في اتصالات غير مباشرة مع الإدارة الأمريكية، عرض بن سلمان الطلبات التي يريد تحقيقها، من بينها ثلاثة رئيسية، وهي: تعزيز علني للعلاقات مع الولايات المتحدة بحيث تكون مدعومة ببيان إيجابي من الكونغرس؛ ومساواة مكانة السعودية في مجال المشتريات الأمنية من الولايات المتحدة بمكانة الدول الأعضاء في حلف الناتو؛ وموافقة أمريكا على البدء في إقامة مشروع نووي سلمي في السعودية، مع استغلال مخزون اليورانيوم الكبير الموجود لديها.

هناك صعوبة أخرى تتعلق بالعلاقات بين ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي، أثيرت أزمة بين بن سلمان والحزب الديمقراطي حول مقتل الصحافي السعودي ومعارض النظام جمال خاشقجي، ورغم غضبه من السعودية، أراد بايدن في الصيف الماضي تحسين العلاقات بين الدولتين على خلفية ارتفاع أسعار النفط في العالم، عقب الحرب الروسية – الأوكرانية، وقد سافر إلى الرياض وطلب زيادة إنتاج النفط السعودي، ولكنه وجه بالتملص، بقيت العلاقات المتبادلة متوترة، ويتوقع أن يواجه عدد من الطلبات السعودية بمعارضة الكونغرس، وربما حتى في أوساط جهات في الإدارة الأمريكية.

أضيف بتاريخ :2022/12/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد