التقارير

#تقرير_خاص : هل يكون 2023 عام التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"؟

رائد الماجد...

سلطت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد "بنيامين نتنياهو"، بشأن تعليق خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية مقابل صفقة تطبيع مع السعودية، الضوء على مستقبل العلاقات بين الرياض وكيان الاحتلال، وسط تقارير إعلامية إسرائيلية تؤكد إجراء محادثات بين تل أبيب والرياض بشأن التطبيع الرسمي.

وارتفع سقف التوقعات بشأن موعد التطبيع الرسمي المزعوم بعدما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن شركاء في ائتلاف "نتنياهو" الحكومي اليميني قولهم إنهم "لن يقفوا في طريق جهود التطبيع مع السعوديين".

وقال "نتنياهو"، في مقابلة مع صحيفة "جيويش إنسايدر"، نشرتها يوم الجمعة الماضي: "آمل أن نحقق سلاما رسميا كاملا مع السعودية، كما فعلنا مع دول الخليج الأخرى مثل البحرين والإمارات".

وأثارت هذه التطورات تساؤلات المراقبين، خاصة أن السعودية امتنعت عن التوقيع على اتفاقيات ابراهيم، التي تم التوصل إليها بوساطة واشنطن في عام 2020.

وتحسنت العلاقات السرية الرياض و"تل أبيب" في السنوات الأخيرة، حيث يرى ولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان"، بشكل متزايد أن "إسرائيل" شريك استراتيجي في الحرب ضد النفوذ الإيراني في المنطقة.

وشهد عام 2022 تطوراً كبيراً على صعيد ملف التطبيع بين الجانبين، ففي مارس/آذار الماضي، قال "بن سلمان" إن المملكة تنظر إلى إسرائيل كـ"حليف محتمل" وليس كـ"عدو" في العديد من المصالح المشتركة، خلال مقابلة مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية.

وفي يونيو/حزيران الماضي شاركت السعودية في محادثات مع "إسرائيل" حول العلاقات الاقتصادية والترتيبات الأمنية لضمان الاستقرار الإقليمي، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وفي يوليو/تموز، أعلنت السعودية أن مجالها الجوي سيكون مفتوحا أمام جميع الطائرات التجارية، في إشارة إلى السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور.

غير أن وتيرة التقارير الصحفية الغربية حول استعداد السعودية للدخول إلى حظيرة التطبيع مع كيان الاحتلال تزايدت بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى المملكة في يوليو/تموز، ومنها ما أورده موقع "أكسيوس" بشأن إعداد إدارة "بايدن" خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

وعرضت قناة I24 الإسرائيلية وثيقة رسمية تؤكد أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" قدم مطالب السعودية للتطبيع مع "إسرائيل" إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكلها تتعلق بمصالح الرياض لدى واشنطن، وليس فيها ما يخص القضية الفلسطينية.

وفي أغسطس/آب الماضي، اجتمع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية السعودي "عادل الجبير" مع قيادات باللجنة اليهودية الأمريكية قائلا إن "نجاح التطبيع مرتبط بنجاح العناصر المعتدلة في المملكة".

وفي سبتمبر/أيلول أفادت وكالة "بلومبرج" بأن شركة الهندسة والبرمجيات الإسرائيلية "كواليتيست" تبيع منتجاتها بشكل غير مباشر إلى المملكة، كما يسير الاستثمار في الاتجاه المعاكس أيضا، فشركة "ميثاق كابيتال"، التابعة لعائلة الراجحي السعودية، ومقرها الرئيسي الرياض، هي الآن أكبر مساهم في شركتين إسرائيليتين، هما "أوتونومو"، و"تريمور إنترناشونال"، بحسب الوكالة الأمريكية.

وفي هذا الإطار يقرأ مراقبون تصريح مسؤولين سعوديين كبار لقناة I24 الإسرائيلية، في أغسطس/آب، بأن التطبيع بين الرياض وتل أبيب "مسألة وقت"، وهو ما عززه وزير الخارجية ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، "يائير لبيد"، في مقابلة إذاعية بقوله: "على إسرائيل السعي إلى التطبيع مع السعودية، باعتبار أن الأمر فيه مصلحة لإسرائيل" واعتبر  أن مسألة التطبيع لن تحصل بين ليلة وضحاها وإنما ستتم بشكل منتظم وطويل.

أضيف بتاريخ :2022/12/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد