#تقرير_خاص: صراع المناخ: حين يواجه الكوكب مصالح الشركات الكبرى السعودية
علي الزنادي
لم يعد الحديث عن تغير المناخ مجرد قضية بيئية هامشية، بل أصبح محورًا للنقاش العالمي، تتداخل فيه السياسة والاقتصاد والمجتمع. الحدث الذي شهده معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، حين اقتحم نشطاء المناخ منصة المدير المالي لشركة "أرامكو" السعودية، زياد المرشد، يحمل في طياته رسالة واضحة: الصبر على تجاهل الشركات الكبرى لصوت المحتجين بدأ ينفد.
بين المصالح الاقتصادية والاستدامة:
شركات النفط، وعلى رأسها "أرامكو"، تُعد ركيزة أساسية لاقتصادات الدول المنتجة للطاقة. ومع ذلك، فإن استثماراتها المستمرة في الطاقة التقليدية تعكس انحيازًا للمصالح الاقتصادية قصيرة المدى، في حين يصر النشطاء والمجتمع المدني على ضرورة التحول نحو مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. هذا الصراع، وإن بدا في ظاهره اقتصاديًا، هو في جوهره معركة على مستقبل الكوكب.
الهتافات ليست مجرد شعارات:
الهتافات التي رددها المحتجون، مثل "لا مزيد من منصات الحفر"، ليست مجرد شعارات عاطفية؛ بل تعكس قلقًا حقيقيًا مدعومًا بالأدلة العلمية حول تأثيرات التغير المناخي. ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الجليد، والكوارث الطبيعية المتكررة كلها علامات تنذر بأننا على وشك فقدان السيطرة على مستقبلنا المناخي.
هل تستمع الشركات الكبرى؟
شركات النفط ليست وحدها في مرمى الانتقادات، بل إنها تمثل نموذجًا للقطاع الصناعي بأكمله الذي يحتاج إلى تغيير جوهري. تجاهل هذه الأصوات المحتجة، التي تنادي بالتحول السريع للطاقة المتجددة، لن يؤدي إلا إلى تعميق الفجوة بين الشركات والمجتمع، وربما يهدد مستقبلها على المدى البعيد.
الربح لا يعني التضحية بالكوكب
لا يمكن إنكار أن الشركات تواجه تحديًا كبيرًا: كيف تحقق الأرباح مع الالتزام بمسؤولياتها البيئية؟ الإجابة تكمن في تبني استراتيجيات توازن بين استثماراتها الحالية في النفط والغاز وبين التحول التدريجي نحو مصادر الطاقة النظيفة. هذه الخطوة ليست مجرد خيار أخلاقي، بل أصبحت ضرورة اقتصادية للبقاء في سوق يتغير بسرعة.
مسؤولية مشتركة، ومستقبل مشترك:
بينما تتحمل الشركات الكبرى جزءًا كبيرًا من المسؤولية، يجب ألا نغفل دور الحكومات والمنظمات الدولية في دفع عجلة التحول. توفير الدعم التشريعي والمالي للمشاريع المستدامة يمكن أن يخلق بيئة محفزة لتلك الشركات لتبني التغيير، بدلًا من مقاومتها.
نهاية الصراع أو بداية الحل؟
ما حدث في قمة MIT هو تذكير بأن العالم يراقب، والمجتمع المدني لن يبقى صامتًا. الخيار أمام الشركات الكبرى واضح: إما أن تقود التغيير وتصبح جزءًا من الحل، أو أن تجد نفسها على الجانب الخاطئ من التاريخ. مصير كوكبنا يعتمد على القرارات التي تُتخذ اليوم، وستكون أجيال المستقبل هي الشاهد الوحيد على حكمة هذه الخيارات أو غيابها.
أضيف بتاريخ :2024/11/23