#تقرير_خاص: السعودية: بين الخيانة والهوية في زمن الأزمات
فاطمة مويس
تعيش المملكة العربية السعودية مرحلة حرجة تتجلى فيها تناقضات صارخة بين مواقفها السياسية وسلوكياتها الاجتماعية. في الوقت الذي تعقد فيه القمة الطارئة في الرياض لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، تبرز مشاهد من الفساد والانحلال الثقافي، مما يثير تساؤلات حول جدية هذه القمة وأهدافها.
تظهر القمة كصورة تذكارية لا تعكس الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون، حيث تتواصل الإبادة الصهيونية في غزة. يبدو أن النظام السعودي يعتمد على استعراض القوة السياسية دون اتخاذ خطوات فعلية لدعم القضية الفلسطينية، مما يعكس خيانة واضحة للعرب والمسلمين.
في ظل رؤية محمد بن سلمان، تتجه البلاد نحو انفتاح ثقافي مشبوه يتعارض مع قيم العروبة والإسلام. فبدلاً من تعزيز الهوية الوطنية والدينية، يتم الاحتفاء بمواسم ترفيهية تحمل طابع الفسق والفجور، مما يهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي السعودي.
تتزايد الانتقادات تجاه النظام السعودي بسبب دعمه للثقافة الغربية على حساب القيم الأصيلة. فمظاهر الانحلال التي شهدتها حفلات "موسم الرياض" تعكس انزلاقاً نحو جاهلية حديثة، حيث يتم استغلال الأماكن المقدسة لأغراض تجارية وترفيهية.
إن هذا التوجه لا يعكس فقط فشل القيادة السعودية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، بل يُظهر أيضاً انعدام الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية. بينما تُسفك الدماء في فلسطين، يبدو أن أولويات النظام قد تغيرت نحو تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية قصيرة الأمد.
يجب على الشعب السعودي أن يستعيد وعيه ويقف ضد هذه السياسات التي تهدد هويته وقيمه. إن الانحراف عن المسار الصحيح لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام داخل المجتمع.
ختاماً، يتطلب الوضع الراهن وقفة جادة من جميع الأطراف المعنية لإعادة تقييم السياسات المتبعة والعمل على تعزيز التضامن العربي والإسلامي الحقيقي بدلاً من الاستمرار في لعبة المصالح الضيقة التي لا تخدم سوى قلة من المستفيدين.
أضيف بتاريخ :2024/11/25