رهانات جديدة لأحزاب السعودية في لبنان!
ما يُمكِن ملاحظته منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة حتى الآن هو أن مع كُل تصعيد أميركي إسرائيلي خليجي في المنطقة يُقابله تشددٌ من فريق 14 آذار في الداخل اللبناني، وتحديداً في ملف تأليف الحكومة وأزمة النزوح السوري والعلاقات اللبنانية السورية، فلم يُخفِ أركان الفريق الآذاري رهاناتهم على تطورات عسكرية وسياسية تحدث تغييراً نوعياً في الإقليم وتُفرِز موازين قوى جديدة تنعكس لصالحهم على المعادلة السياسية الداخلية، فكان الرهان بداية على التدخل الإسرائيلي ضد سورية والغارات المتتالية على أهداف عسكرية للجيش السوري والحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ظناً بأنها قد تُفضي إلى انسحاب إيران وحزب الله من الجنوب السوري على صورة هزيمة في إطار اتفاق أميركي روسي كانوا يترقبون تتويجه في قمة هلسينكي يضمن أمن «إسرائيل»، فيعود الحزب إلى لبنان بنكسة مدوّية يصبح لزاماً عليه دفع ثمنها سياسياً في تأليف الحكومة. فخيّبت القمة آمالهم، فكان الرهان أيضاً على ضرب التوازن السياسي في العراق لصالح الولايات المتحدة والسعودية. فقالها الحريري حينها رداً على كلام قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني: «إذا خسر البعض في العراق لا يعني أن يعوّض خسارته في مكان آخر»، ويقصد لبنان. وكان الحريري يؤشر إلى رهان في العراق على مواجهة بين السيد مقتدى الصدر والحشد الشعبي الذي يمثله هادي العامري فإذ بالصدر والعامري يعلنان التحالف.
المزيد