عبد الباري عطوان

  • ما هِي الرِّسالة “الجَديدة” التي أرادَ الحوثيون تَوجيهَها للسعوديّة من خِلال قَصْف الرِّياض بِثَلاثة صواريخ دُفعَةً واحِدة؟

    ربّما تكون المُقارنة بين مِنطقتيّ صعدة شمال اليمن، والغُوطة الشرقيّة صادِمة، وفي غَير محلّها، ليس بسبب التَّباعُد الجُغرافي فقط، وإنّما لاختلافِ الظُّروف السياسيّة أيضًا، ولكن تظل هُناك قواسِم مُشتَركة عديدة، أبرزها تهديد الصواريخ والقذائِف التي تنطلق منهما لزَعزعة استقرار العاصِمَتين: الرِّياض السعوديّة، ودِمشق السوريّة.

  • بعد الاستيلاء التُّركي على عِفرين وسَيطَرة الجيش السوري على الغُوطة الشرقيّة ما هِي الخَطوات المُقبِلة للطَّرَفَين؟

    بعد شهرين من القِتال الشَّرِس، تَمكّن الجيش التركي المَدعوم ببَعض فصائِل الجيش السُّوري الحُر (كَغِطاء)، من إحكام سَيطرَتِه الكامِلة على مدينة عِفرين السوريّة شمال غَرب سورية، وقَتل 3700 من قُوّات الحِماية الشعبيّة الكُرديّة، مُقابِل خَسارة 50 جُنديًّا تُركيًّا، وحواليّ 400 من مُقاتِلي الجيش السوري الحُر، حسب الإحصاءات التركيّة الرسميّة.

  • تَوجيه الاتّهام رَسميًّا لساركوزي بالفَساد.. كيف أوصَلَهُ القذافي إلى قصر الإليزيه ثُمَّ السَّجن بعد 11 عامًا في أكثرِ فُصول الانتقامِ الإلهيّ دراميّة؟

    اعتقال نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق ثم الإفراج عنه بِكَفالة، بتُهمة الحُصول على تَمويلٍ يَصِل إلى أكثر من 50 مليون يورو لتَمويل حَملتِه الانتخابيٍة الرئاسيّة عام 2007 التي فازَ فيها، أثلج صَدر المَلايين من أبناءِ الشَّعب الليبيّ، ومِثلُهم من العَرب والمُسلِمين أيضًا، الذين عانوا، وما زالوا يُعانون من كارِثةِ التدخُّل العَسكريّ لحِلف “الناتو” الذي دَمّر ليبيا وحوّلها إلى دولةٍ فاشِلة، وقَتل عشرات الآلاف من أبنائِها، وشَرّد ما يَقرُب من ثلاثة ملايين يَعيشون على الكَفاف في دُوَل الجِوار، وهذا لا يَعني أن أحوال من بَقوا في أرضِهم أفضل، بل أكثر سُوءًا في مُعظَم الحالات.

  • الأسد قد يكون من أبرز الرَّابِحين مِن “الاحتلال التُّركي” لعِفرين على المَدى القَصير..

    سَيطَرِة القُوّات التركيّة على مدينة عِفرين السوريّة بعد انسحاب قُوّات الحِماية الشعبيّة الكرديّة المُدافِعة عنها، وفرار عشرات الآلاف من سُكَّانِها طَلبًا للسَّلامة، ستُشجِّع هذهِ القُوّات (التركيّة) على المُضِي قُدمًا في خُطط تَمَدُّدِها لتَشمل مُدن أُخرى على طُول “الحِزام الإرهابي” الكُردي، على حَد وصف الرئيس رجب طيب أردوغان في كلمةٍ ألقاها في مُؤتمر للسِّلك القَضائيّ في أنقرة.

  • كيف نُفَسِّر الصَّمت الرُّوسي الأمريكي السُّوري تُجاه سَيطرة الجيش التركي وحُلفائِه على عِفرين؟

    سَيطرت القُوّات التركيّة وفَصائِل الجيش الحُر المُوالِية لها رسميًّا اليوم الأحد على مَدينة عِفرين في شمال سورية، بعد عَمليّةٍ عَسكريّةٍ استمرّت شَهرين أدّت إلى مَقتِل 1500 مُقاتِل من قُوّات حِماية الشَّعب الكُرديّة و400 عُنصر من الجيش الحُر، و46 جُنديًّا تركيًّا، وأكثر من 300 مَدني من بينهم 43 طِفلاً، حسب تقرير صادِر عن المَرصِد السوري لحُقوق الإنسان المُوالي للمُعارضة.

  • كُرَة اللَّهب في الغُوطة تُطْلِق شَظاياها في اتّجاهاتٍ عِدّة وإحداها قد تُسَبِّب صِدامًا أمريكيًّا روسيًّا..

    أكّد سيرغي لافروف وزير الخارجيّة الروسي استمرار بِلاده في دَعم الحُكومة السوريّة “في جُهودِها الرَّامِية إلى تأمين خُروج المَدنيين ووصول المُساعدات الإنسانيّة وإجْلاء الجَرحى والمَرضى”، وذلك في مُؤتمرٍ صحافي عقده بعد لقاءٍ ثُلاثيّ جمعه مع وزيريّ خارجيّة إيران وتركيا، مُتّهمًا في الوَقت نَفسِه بعض الدُّول الغَربيّة بالسَّعي لدَعم الإرهابيين في الغُوطة الشرقيّة.

  • لماذا قد يكون قرار عزل تيلرسون “الجائزة الكبرى” من ترامب للحلف الرباعي المقاطع لقطر؟

    قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “غير المفاجيء” بإقالة وزير خارجيته ريكس يتلرسون ربما يكون “الجائزة الكبرى” التي سيقدمها إلى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، الذي سيلتقيه في البيت الأبيض بعد أسبوع، بسبب العلاقة الإستراتيجية التي تربط الأخير، أي تيلرسون، بدولة قطر، ومواقفه المعارضة لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وحرصه على بقاء تركيا الرئيس رجب طيب أردوغان حليفا موثوقا لواشنطن.

  • الحِزب الشُّيوعي الصِّيني يُلغِي “التَّكاذُب الدِّيمقراطي” ويُنَصِّب رئيسه “مَلِكًا” مَدى الحياة..وما هِي انعكاساته عَربيًّا؟

    عادَت الصّين أمس إلى حُكم “الزَّعيم الأَوْحد” المَفتوح النِّهايات عندما أقرّت الجمعيّة الوَطنيّة للحِزب الشُّيوعي الحاكِم تعديلاً دُستوريًّا يُلغِي “قيد” الفَترتين الرِّئاسيّتين، ويَمنع الرئيس شي جين بنغ، حَق البَقاء في مَنصبِه مَدى الحياة.

  • أردوغان يَستغيث بحِلف “الناتو” ويُطالِبُه بِحماية حُدود بِلاده من الإرهاب.. هل تَجِد هذهِ الاستغاثة أيّ إجابة.. ولماذا؟

    الإنجاز الأكبر الذي تَحقّق للأتراك، شَعبًا، وحُكومةً، وأحزابًا، من جَرّاء تَدخُّلِهم في الأزمة السوريّة التي بَدأت دُخول عامِها الثّامن هذهِ الأيّام، هو اكْتشافهم “الصَّادِم” أن عُضويّتهم في حِلف “الناتو” الذين كانوا أحد مُؤسّسيه قبل أكثر من ستّين عامًا، كانت عُضويّةً من الدَّرجةِ “الخامِسة”، عُضويّة بواجِبات مُلزِمَة، ودون أيِّ حُقوقٍ في المُقابل.

  • لماذا يَعتبِر الأمير بن سلمان “تركيا العُثمانيّة” الضِّلع الأخطر في مِحور الشَّر الثُّلاثي؟

    أظهر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الخِلاف السعودي التركي إلى العَلن، عندما أكّد لمَجموعةٍ من الصِّحافيين المِصريين التقاهم في مَنزل سفير بِلاده في القاهِرة، إن إيران وتركيا والجَماعات الدينيّة المُتشدِّدة تُشكِّل المِحور الحالي للشَّر في المِنطقة، واتّهم تركيا بمُحاولة إحياء الخِلافة الإسلاميّة العُثمانيّة.

  • الإسرائيليون يُكثِّفون تَسريباتِهم عن خُططٍ وغُرف عَمليّات سَوداء لاغْتيال السيد نصر الله.. فيَرُدْ الرّجل بالظُّهور دون عَمامةٍ مُستقبِلاً اللواء سليماني في لَقطةٍ نادِرة..

    مُنذ نَجاح المُخابرات الإسرائيليّة في اغْتِيال الشهيد السيد عباس الموسوي، أمين عام “حزب الله” بقَصف مَوكِبِه بصواريخ أطْلقتها مَروحيّات إسرائيليّة في 16 كانون الثاني (يناير) عام 1992، لم تتوقّف المُحاولات لاغْتيال خَليفته السيد حسن نصر الله الذي هَزَمَ الإسرائيليين مَرّتين: الأولى عندما أجْبرهم على الانْسحاب من جنوب لبنان من طَرفٍ واحِد عام 2000 عندما تفاقَمت خسائِرهم البشريّة بفِعل عمليّات المُقاومة، والثانية في تموز (يوليو) عام 2006 عندما اعْتقدوا أن جَيشهم قادِر على تَصفية “حزب الله” فجاءَت النّتائج عكسيّةً تمامًا، وانْتكاسة عسكريّة غير مَسبوقة للجيش الإسرائيلي الذي لا يُهزَم.

  • الجيش السوري يَستعيد ثُلث الغُوطة الشرقيّة..

    لم يُكِن من قبيل الصُّدفة أن يتزامَن لِقاء الرئيس بشار الأسد مع مَجموعةٍ من الصِّحافيين مع أنباء أكّدها المَرصد السُّوري لحُقوق الإنسان القَريب من المُعارضة، تُفيد بِسَيطرة الجيش على أكثرِ من ثُلث الغُوطة الشرقيّة، وبات على بُعد كيلومِترين من دوما أكبر مُدنِها.