جوناثان راسل ..

 دحر تنظيم "داعش" بقدر ما هو عن الهيمنة العسكرية، فهو أيضا عن الأفكار والروايات، فلماذا إذًا لا نُركز على الاستفادة من أفكار وروايات الأشخاص الذين فروا من التنظيم وأصبحوا في حمايتنا ومأوانا؟

خلال هذا الأسبوع، اتضح أن حكومة المملكة المتحدة قامت بترحيل 3 أضعاف أعداد المراهقين الذين سبق الاعتراف بترحيلهم إلى الدول التي تمزقها الحروب. كما نقلت عناوين الصحف مآسي جديدة، مثل غرق أكثر من 400 لاجئ في البحر المتوسط بعد انقلاب قواربهم عبر الطريق من شرق إفريقيا إلى أوروبا، وفي الوقت نفسه، ازداد الانقسام بين الدول الأوروبية حول كيفية الاستجابة لهذه الأزمة.

إن المنطق يمكن أن يدعم الإنسانية في التعامل مع اللاجئين، عند النظر إليهم بوصفهم عنصرا رئيسيا في مواجهة التطرف العنيف، وإنهم وأسرهم يمثلون إحدى أهم القوى الإستراتيجية في الترسانة الأوروبية لمكافحة الإرهاب.

وبالتالي، فإن قصص وحكايات اللاجئين فرصة ذهبية لمواجهة طروحات المتطرفين، وتجاهلها خطأ فادح أخلاقيا وإستراتيجيا، فضلا عن أنه يدعم الدعاية التي يروجها تنظيم داعش. وإنه كلما زادت قدرتنا على نقض الدعاية الخبيثة للتنظيم، وتفكيك فكرة "الخلافة المثالية"، كلما أسرعنا في تقليل تدفق المقاتلين الأجانب، وإبطاء وتيرة الهجمات.

وإنني أرى دعم وحماية العائلات السورية واللاجئين والمنشقين، ليتمكنوا من تقديم شهادات شخصية قوية ضد عنف التنظيم، طالما أن اللاجئين والعائلات ثروة غير مستغلة من القوة العاطفية الهائلة، وجيل إذا تم إيواؤه واحترامه ومعاملته معاملة لائقة فسيكون كتلة مرنة ضد الأيديولوجيات المتطرفة.

ويمكن للعائلات أن تلعب دورا حاسما في جميع أنحاء أوروبا في منع مزيد من المآسي. وشاركت مؤسسة "كويليام البحثية لمكافحة التطرف"، ومقرها لندن، مع المنظمات الشعبية والأسرية والأفراد، لتكوين جمعيات ضد الإرهاب والتطرف، عبر حملة اتصالات على الإنترنت، ودعم الأسر في مواجهة التطرف العنيف، وتبادل قصص الأمهات والآباء والإخوة والأخوات الذين واجهوا الإرهاب والتطرف، والوقوف على خط مواجهة المعركة ضدهم.

سواء شئنا أم أبينا، لا يمكننا الاعتماد فقط على الحكومات لهزيمة الإرهاب والتطرف، لذا يجب علينا أن نستثمر القاعدة الشعبية، للاستفادة من آراء وتجارب مجتمعات اللاجئين والاستماع إليهم.

صحيفة الوطن أون لاين