زياد حافظ

  • خطاب بوتين وتداعياته الجيوسياسية

    خطاب بوتين حول حال الأمة في روسيا كان زلزالا جيوسياسيا نادرا ما شهدناه أو ما شابهه خلال العقود التي مضت بعد الحرب العالمية الثانية. لم يع الإعلام الغربي المرئي والمكتوب بشكل عام والأميركي بشكل خاص أهمية ذلك الخطاب ناهيك عن الغياب شبه المطلق في الإعلام العربي له إلاّ في بعض الحالات الفريدة كصحيفة “البناء”. فالنخب الحاكمة في الغرب وفي الدول العربية التي تدور في الفلك الأميركي الصهيوني لم تفهم، أو لا تريد أن تفهم، أبعاد كلام الرئيس الروسي. فالتعليقات الرسمية الأميركية والمقالات المرافقة لها أبرزت مرّة أخرى حال الإنكار الذي يسودها والذي يتحكّم برؤيتها السياسية للتحوّلات التي حصلت وما زالت تحصل في العالم. معظم التعليقات والتحليلات قلّلت من قيمة الخطاب ووضعته في خانة الاعتبارات الداخلية الروسية وخاصة تلك العائدة للانتخابات الرئاسية في شهر آذار/مارس 2018. لكن في رأينا، الخطاب له تداعيات جيوسياسية ضخمة تحدّد معالم النظام العالمي الجديد الذي سيُبنى على احترام سيادة الدول وعدم التدخّل في شؤونها والتخلّي عن الحروب، وهذا ما لا تقبله الولايات المتحدة ضاربة عرض الحائط كافة الاعتبارات المتعلّقة بالقانون الدولي والشرعية الدولية على قاعدة أن قوّتها هي مصدر الحق فقط لا غير. فمن الواضح أن نهجين سياسيين يتصارعان والغلبة لن تكون لصالح النهج الأميركي.

  • ماذا تريد الولايات المتحدة في سورية؟

    تطلّ علينا وسائل الإعلام العربية بشكل عام وخاصة تلك المتعاطفة مع الخط المقاوم والممانع للكيان الصهيوني وللتمدّد الأميركي في منطقة المشرق العربي بتركيز على “خطط تقسيمية” تارة للعراق وتارة لسورية. مؤخّرا وجدنا التركيز على مشروع أميركي لتقسيم سورية. فما هو الحال؟

  • لماذا تركيا ضرورة لمحور المقاومة؟

    السؤال المطروح في عنوان هذه المداخلة قد يبدو غريباً خاصة أن تركيا ساهمت في العدوان الكوني على سورية بشكل أساسي، كما أنها دخلت الأراضي السورية بشكل غير شرعي وتحتلّ أجزاء من المنطقة الشمالية الغربية في سورية، ولأنها ما زالت تناور وتدعم جماعات التعصّب والغلو والتوحّش، وتحاول فرض أجندتها على المحادثات حول مستقبل سورية. فالقراءة المختزلة للمشهد العسكري والسياسي قد تفضي أن تركيا في خانة العداء الكبير لسورية ومن وراء ذلك لمحور المقاومة وما يمثّله. وبالتالي تتوجّب مجابهة تركيا كما تتم مجابهة التحالف المعادي لسورية.

  • قراءة في العدوان الصهيوني على سورية

    لم يمض أسبوع على العدوان الصهيوني المباشر على سورية حتى نستخلص ملاحظات عدّة. ونقول العدوان المباشر للتمييز عن العدوان غير المباشر وبالواسطة الذي يقوم به التحالف الأميركي الصهيوني الغربي والعربي منذ بداية الحرب الكونية علي سورية عام 2011. 10 شباط/ فبراير تاريخ مفصلي في الصراع العربي الصهيوني. وليس صدفة أن تكون سورية مسرحاً لذلك التحوّل. فالحرب عليها هو في الأساس على موقفها من الصراع العربي الصهيوني الملتزم بخيار المقاومة لاسترجاع فلسطين السليبة وليس كما ادّعى التحالف المشؤوم لإجراء «إصلاحات» هي في آخر المطاف نزع الهوية العربية عن سورية وتفكيك المحور المقاوم للكيان الصهيوني والهيمنة الأميركية.

  • فلسطين بين الانتفاضة ومشروع كوشنير

    ما زال الجدل قائما بين النخب العربية حول تداعيات قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. فهناك من يعتقد أن الحراك الشعبي الذي بدأ في كافة أنحاء فلسطين وفي المدن العربية على مدى الوطن العربي قد بدأت بالترهلّ بعد ما نجح النظام العربي الرسمي بتنفيس الاحتقان الشعبي العربي.

  • دلالات التصويت في الأمم المتحدة

    التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس في 21 كانون الثاني/ديسمبر 2017 يشكّل في رأينا، وفي رأي العديد من المراقبين في الولايات المتحدة وخارج الولايات المتحدة، وصول سياسة الخارجية الأميركية في الوطن العربي بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص إلى طريق مسدود.

  • القدس والرئيس الأميركي...

    قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني لم يكن مفاجئاً لمن يتابع بدقة السياسة الأميركية بشكل عام والتطوّرات الداخلية في الولايات المتحدة بشكل خاص. فالكونغرس الأميركي صوّت عام 1995 بشكل شبه إجماعي على قانون يفضي إلى نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس

  • تركيا والخيارات الصعبة.. في الحاضر والمستقبل

    قد تكون القمّة الثلاثية في سوتشي التي جمعت كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيّب أردوغان نقطة فارقة ليس فقط في تاريخ المنطقة ولكن أيضا بالنسبة لتركيا وخياراتها الحاضرة والمستقبلية.

  • بين عروبة الجامعة العربية وعروبة جماهير الأمة

    تزامن اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية بناء على طلب حكومة الرياض مع حدث ميداني مدوّ هو تحرير مدينة البوكمال من داعش ودعم القوّات الأميركية له وحدث سياسي هو قرار إقفال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن من قبل الحكومة الأميركية.

  • تحوّلات في الجزيرة العربية؟

    في سلسلة مقالات سابقة عرضنا ملامح التحوّلات السياسية على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي. من ضمن التحوّلات الممكنة إنْ لم تكن مرتقبة تحوّلات جذرية في الجزيرة العربية. فحكومة الرياض، على ما يبدو،

  • “استفتاء” البرزاني واتهام العرب بالشوفينية

    “الاستفتاء” الذي جرى في إقليم كردستان يشكّل تحوّلا نوعيا وهاما في المعادلات الإقليمية والدولية في آن واحد. وهذا “الاستفتاء” يستدعي ملاحظات عدّة من التيّار العروبي. فالملاحظة الأولى هي التأكيد مرّة أخرى على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الكردي في إقليم كردستان في العراق.

  • ملاحظات حول الإرباك الأميركي في السياسة الخارجية

    يفتتح بول كريغ روبرتس إحدى مقالاته الأخيرة بسؤال: هل يوجد في إدارة ترامب من هو ليس غبيا؟ وبول كريغ روبرتس مساعد وزير المالية الأميركي السابق في عهد الرئيس ريغان، هو اقتصادي مرموق وصاحب مدوّنة واسعة المتابعة كما يكتب في العديد من المواقع الإلكترونية الأميركية، له آراء عديدة مميّزة في السياسة والاقتصاد. سؤال روبرتس يعود إلى التصريحات الغربية للمسؤولين الأميركيين وخاصة نيكي هالي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة (يبدو أنه هناك إجماع عند المراقبين الدوليين وحتى الأميركيين على عدم كفاءتها وعلى جهلها في السياسة الخارجية) ووزير الخزينة ستيفن منوخين.