آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد علي شعبان
عن الكاتب :
كاتب من سوريا

المواقف والتصريحات الملتبسة لبعض السياسيين في لبنان خلال محاربة الجيش لـ“الدولة الإسلامية”

 

محمد علي شعبان

طيلة الأسبوع الماضي وأنا اسمع بعض السياسيين اللبنانيين، على بعض المحطات الفضائية، يتحدثون عن بطولات  الجيش اللبناني في معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية  (داعش) على الأرض اللبنانية .

 

وأنا على ثقة بأن كل مواطن عربي يعتز ويفتخر بالجيش اللبناني والجيش المصري والجيش السوري والجيش العراقي وكل الجيوش العربية التي تدافع عن كرامة الأمة وتحمي حدودها، رغم بعض الملاحظات على أدائها في بعض المواقع . لكن المحزن والمحزن جدا محاولة بعض السياسيين العرب بشكل عام واللبنانيين بشكل خاص ، إظهار بطولات الجيش اللبناني والتأكيد على عدم التنسيق مع الجيش السوري والمقاومة (حزب الله) وكأن التنسيق معهما في محاربة الفاشية، مذلة لهؤلاء الساسة “المشبوهين”.

 

ولن يتوقف الأمر عند هؤلاء وحسب بل تجاوزهم  لتتبناه محطات تلفزيونية، لا تكل مقدمة البرامج فيها أن تسأل محاورها في اللقاء الواحد أكثر من عشر مرات ليؤكد لها في كل مرة أن الجيش اللبناني لا ينسق مع احد، كي لا يكون متهما بجريمة كبرى، لكن هذا لا يمنع من التنسيق مع الأمريكي ،أو قبول التسليح أو غير ذلك من جهات أخرى قد تكون مشبوهة أيضا .

 

ليس عيبا ولا جريمة ولا خيانة أن ينسق الجيش اللبناني مع الجيش العربي السوري في محاربة الفاشية الأصولية  ،التي شكلت أمريكا ومن معها تحالفا دوليا لمحاربتها “كما تدعي ” !!.

 

رغم أن داعش صناعة أمريكية بامتياز ،وتوافق وتنسيق من الذين يرفضون تنسيق الجيش اللبناني مع الجيش السوري في معركة القلمون .

 

إن وجود داعش بمنطقة مغلقة بين لبنان وسوريا التي يخوض الجيش السوري أشد المعارك ضد هذا التنظيم المتطرف .

يطرح السؤال على الجميع ، أين البيئة الحاضنة لداعش ؟

ومن قدم لهذا التنظيم  التسهيلات ليستقر هناك ؟ ومن يريد توظيفه لمصلحته طالما أن حزب الله والجيش السوري يقاتلوه على  امتداد الأراضي السورية . والسؤال الأهم من أين يحصل داعش على الدعم والإمداد  بالسلاح والتموين طالما أن الجيش السوري قطع عنه طريق الإمداد منذ فترة طويلة .

 

من المعروف للجميع إن موقع داعش في القلمون في حالة  حصار  من جميع الأطراف داخل فكي   كماشة فتحتها باتجاه لبنان ،فعندما يقرر الجيش اللبناني الهجوم على تنظيم داعش بين لبنان وسوريا يكون التنسيق طبيعيا بينه وبين الجيش السوري وحزب الله اللبناني بحكم انتشار الجيش السوري وتموضعه الذي يطبق الحصار على داعش من ثلاث جهات ويقطع عنه الإمداد دون إطلاق رصاصة واحدة ،فكيف يكون الأمر عندما يتم الهجوم على داعش من ثلاث جهات من قبل الجيش السوري وحزب الله .

 

على الرغم من ضرورة الإجابة على عدم قيام الجيش اللبناني بإغلاق فتحة الكماشة وقطع الإمداد عن داعش  طيلة السنوات الماضية ، إلا أننا نعتقد بأن مجيئك متأخرا أفضل من عدم مجيئك أبدا .

 

إن الطبقة السياسية اللبنانية ومن معها في سوريا، والتي تريد إقامة جدار عازل بين أطراف المجتمعات اللبنانية ، فيما بينها وخلق صراعات مذهبية وطائفية ، وتعمل على حرف البوصلة الوطنية التي تشكلت عبر مئات السنين بين المجتمع اللبناني من جهة والمجتمعات العربية من جهة ثانية ، هي أدوات لمشروع الشرق الأوسط  الجديد التي روجت له  الراحلة كنداليزا رايز عندما قامت أمريكا بغزو العراق بعهد جورج بوش الابن .

 

فالمعركة العربية واحدة مهما تغير شكلها. أطرافها معروفة وأدواتها معروفة مهما تغيرت الأشكال بوصلتها فلسطين ومن يفقد البوصلة قد يتحول إلى أداة في أيدي عدوه.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد