لن تمحو ذكرنا ،، يا داعش
أيام قليلة تفصلنا عن شهر محرم الحرام، شهر الحزن والبكاء على سبط رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسين -عليه السلام- الذي قتل هو وأصحابه وأهل بيته، شهر محرم الذي انتصر به دم الحسين -عليه السلام- على سيف طاغية زمانه، انتصر الحسين -عليه السلام- وبانتصاره مازال ذكره خالد وفكره مشع.
ونحن على أبواب إحياء ليالي عاشوراء، يستعد المؤمنون في أرجاء العالم لهذا الشهر كلٌ حسب وظيفته وتكليفه، فمنهم من يجهز المآتم والحسينيات لاستقبال المعزين ومنهم من يعد المحاضرات والقصائد العزائية ومنهم من يهيئ عائلته وأطفاله لحضور المجالس لإحياء أمر الله وأهل البيت عليهم السلام تطبيقاً لقول الإمام الصادق (أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا) كما في كل عام.
إلا أن الوضع مختلف هذه السنة، فالتجهيز والاستعداد مقترن بتهديدات (داعشية) ضخمة لاستهداف الحسينيات والمآتم والمواكب الحسينية لثني المؤمنين عن الحضور و لمحو ذكر أهل البيت من خلال ترهيب وترويع المعزين .
في هذا العام وفي مقابل التهديدات يجب أن يكون لنا وقفة جادة وأن نوصل رسائلنا لداعش وكل من يريد أن يمحي ذكر أهل البيت عليهم السلام، فكربلاء تتجدد هذه السنة في كل المآتم والحسينيات والمواكب، كربلاء تتجدد من خلال معركة الحفاظ على حسينياتنا وفكرنا الحسيني فمن الحسين عليه السلام، وأصحابه تعلمنا أن لا نخضع للتهديد بل تعلمنا منهم الحماسة والتضحية في سبيل حفظ النهج والخط الإسلامي الأصيل.
فلطاغية زماننا (داعش ومن يسير في ركبهم) نقول كما قال الإمام زين العابدين -عليه السلام- لطاغية عصره (أبالموت تهددني يا ابن الطلقاء، أما علمت بأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة)، ولتكن رسالتنا لهم بتكثيف الحضور وإظهار مظاهر الحزن على سبط الرسول صلى الله عليه وآله.
ونقول أيضاً؛ إن كنتم تجهلون تاريخنا فاعلموا أن التهديد يزيدنا إصراراً وتعلقاً بديننا وشعائرنا ولن يثنينا عن الحضور وإن كان في ذلك تضحية بدمائنا وأهلنا وأنفسنا.
وللمؤمنين كافة نقول لا تلتفتوا لتهديدات (داعش) فعلى الرغم من جديتهم وبطشهم إلا أنه وبحضوركم والتزامكم بشعائركم سترهبونهم، وبالتزامكم بتوجيهات وتعليمات اللجان المنظمة والشباب المتطوع ستبهرون العالم أجمع، فالحسين -عليه السلام- سر انتصاراتنا ورغم الصعاب انتصرنا وسننتصر على تهديداتهم.
ونقول أيضاً؛ لا تجعلوا التشديدات الأمنية التي ستشاهدونها خلال حضوركم للحسينيات حجة لعدم حضوركم أو تأخركم عن الحضور؛ فحضور الحسينيات هو الأساس والأصل في هذه الليالي، وبحضورنا سنجسد ما كنّا نقوله سنوياً للحسين وأصحابه (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً) عملياً.
ولرجال الله الذين تطوعوا لحماية المساجد والحسينيات نقول؛ بارك الله جهدكم وجهادكم فانتم بهذا الفعل وقفتم بمعسكر الحسين -عليه السلام- تحرسون أصحابه ونساءه وأطفاله وتضحون بأنفسكم في سبيل إعلاء كلمة الله وكلمة هيهات من الذلة، ولا شك أنه في هذه اللحظات ستكونون تحت رعاية بقية الله الأعظم (عج) وتحت رعاية الحسين -عليه السلام-.
وأيضاً لا يوجد شك أن بنيتكم المخلصة وتفانيكم بالعمل ستكونون أنصاراً لله حقاً وأنصاراً لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وأنصاراً للحسين عليه السلام.
وفي الختام أقول أن حسين عصرنا اليوم في حسينياتنا وبحضورنا وتمسكنا بها سننتصر على شمر زماننا (داعش)، وبتواجدكم وحضوركم الاستثنائي ستقولون لكل طاغية (سابق وحالي ولكل طاغية قادم) والله لن تمحو ذكرنا.
الكاتب: عبد الوهاب جمال
أضيف بتاريخ :2015/10/13