آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الباري عطوان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سياسي فلسطيني رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم

ترامب يعود للهجة التهديد بضربات صاروخية جديدة في سورية ..

 
عبد الباري عطوان

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم (الاثنين) عن خيبة أمله لأن مجلس الأمن الدولي أخفق بالقيام بعمل ردا على هجوم بالأسلحة الكيميائية وقع في بلدة خان شيخون في سورية، كما طالب المجلس أثناء حفل غداء مع سفراء دول أعضاء فيه بضرورة فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية التي اعتبر تجاربها النووية وتطوير صواريخ باليستية، مشكلة عالمية كبرى يجب حلها.

لنترك كوريا الشمالية جانبا في الوقت الراهن، ونركز على سورية، وجريمة الأسلحة النووية التي باتت موضع جدل حاليا بسبب عدم إجراء أي تحقيقات دولية محايدة لتحديد الجهة المسؤولة عنها.

بداية لا نعرف ماذا يريد الرئيس ترامب من مجلس الأمن الدولي أن يفعل للرد على هذه الجريمة، خاصة بعد أن اتخذ إجراء أحادي الجانب وقصف قاعدة الشعيرات السورية الجوية بأكثر من 59 صاروخ توماهوك، ودون الحصول على أي تفويض من المجلس، أو انتظار صدور قرار عنه يجرم الجهة المسؤولة بعد تحديد هويتها.
***
كلام ترامب هذا يثير القلق، لأنه يعيد إلى أذهاننا ما قالته مندوبته في الأمم المتحدة السيدة نيكي هيلي من أن بلادها قد توجه ضربات أخرى في سورية إذا لم يقم مجلس الأمن بمسؤولياته.

وما يدفعنا إلى هذا الاعتقاد وجود مخاوف مشابهة لدى القيادة الروسية، فقد أبدى ميخائيل أوليانوف، مدير قسم عدم الانتشار والرقابة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية عدم استبعاده “حدوث تمثيليات جديدة من هذا النوع (استخدام أسلحة كيميائية) في ريف دمشق، أو أماكن أخرى في سورية، وفي القريب العاجل”، وأكد أنه “لا توجد أي أدلة تثبت أن السلطات السورية خبأت ولو كيلوغراما واحدا من المواد الكيميائية بعد إتلاف ترسانتها تحت إشراف خبراء دوليين.

سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي قال “إن بلاده ما زالت تأمل بإرسال منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خبراء ولجنة تحقيق محايدة إلى خان شيخون، وإلى مطار الشعيرات العسكري، لبدء تحقيقاتها وضمان تمثيل جغرافي واسع للخبراء، “، والجيش السوري مستعد لوقف العمليات العسكرية لتسهيل مهمتها.

الرئيس ترامب لا يستطيع توجيه ضربات صاروخية إلى كوريا الشمالية، التي هددت قيادتها بتوجيه ضربة استباقية لتدمير حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” التي ما زالت تبحر للوصول إلى مياهها الإقليمية مع مجموعة من السفن الحربية، وضرب كوريا الجنوبية بأسلحة نووية في حال تعرض بلاده لعدوان، ولكنه قد “يستأسد” على سورية، ويوجه عشرات الصواريخ مجددا لضرب أهداف عسكرية فيها، لإدراكه مسبقا أن احتمالات الرد السوري ضعيفة، أن لم تكن معدومة.
***
لا نستبعد أن يكون الموقف مختلفا في المرة المقبلة، أي إذا حاول الرئيس الأمريكي تكرار الضربة الصاروخية، فقد أفادت تقارير عسكرية عديدة إلى عدم وصول حوالي 36 صاروخا إلى أهدافها في مطار الشعيرات الذي استأنف العمل في اليوم التالي، وجرى طرح احتمالات التصدي لها من قبل صواريخ روسية أو سورية من طراز “اس 300″.

وربما يجادل البعض بأن القصف الصاروخي لقاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص، بأنها ربما لم تحقق خسائر مادية كبيرة، ولكنها حققت أهدافا سياسية حيت أكدت تراجع أمريكا عن أي شراكة مع الرئيس السوري وحكومته، سواء ضد “الدولة الإسلامية” أو قوى أخرى، وأنهت التفاهمات مع الروس في سورية، ولكن هذه الأهداف السياسية ربما تعطي نتائج عكسية تماما، وتجعل القيادة الروسية في حل من أي تنسيق مع نظيرتها الأمريكية في سورية، سياسيا وعسكريا.

القيادة الكورية الشمالية تحدت الرئيس ترامب، وأظهرت تردده، وتهديداته الجوفاء، من خلال استعدادها للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، والتهديد بالرد بالقدر نفسه على أي ضربة أمريكية نووية أو تقليدية، وعلينا أن لا ننسى أن الصين وروسيا هم أبرز حلفائها، وإذا كانت روسيا لا تستطيع، أو لا تريد الرد على الصواريخ الأمريكية في سورية، فأنها ربما تركت هذا الرد للحليف الكوري الشمالي إذا لزم الأمر.. والله أعلم.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/04/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد