آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح جريبيع الزهراني
عن الكاتب :
كاتب وشاعر سعودي

وزارة الفِيَز.. ومشكلة الفكر !


 صالح جريبيع الزهراني

يبدو أن مشكلة الفكر(ماشية في البلد اليومين دول)حسب قول أخوتنا المصريين كمبرر لفشل الوزراء في أداء عملهم..ابتداءً بمن يقول على الشعب السعودي تغيير عاداته الغذائية وأكل أرز(رخيص مخيس)لمجابهة الغلاء..مروراً بمندوب مبيعات البنوك وسمسار العقاريين المسمى(من باب النكتة)بوزير الإسكان الذي يريدنا أن نتحول إلى يابانيين..نخبّئ أسرّة النوم داخل الجدار ونعيش في غرفة مساحتها ثمانية أمتار..ويروّج ليل نهار لمنتجات وزارته الورقية..التي ليست إلا ورقة تحويل للبنك لأجل الاقتراض والوقوع في حفرة الديون لمدة خمس وعشرين سنة وكأن الشعب السعودي لا يعرف طريق البنوك..وانتهاء بوزارة العمل التي(تحور وتدور)وتحوم حول حمى(السعودة)ويا ليتها تقع فيها..لكنها تخشى من اقتراف ذنب يحاسبها عليه أرباب الأعمال..الذين تخشى عقابهم وترجو ثوابهم.

وزارة العمل يا سادة يبدو أنها فهمت السعودة بالخطأ..أو بأسلوب منكوس تعيس بائس وراحت تعمل كل شيء إلا السعودة..والدليل توالد الفيز كالفئران بدلاً من انكماشها..وكأن وزير الفيز حفظه الله أقسم بالله أيماناً مغلظة ليدخلّن البلد خمسة أجانب مقابل كل سعودي يوظفه..فأصبحنا نقول:(يا ليتنا من السعودة سالمين).

والدليل الآخر..أن أكثر العاطلين من بناتنا وأبنائنا يحملون شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في جميع التخصصات العلمية الحديثة..واستثمرت الدولة في تعليمهم وابتعاثهم المليارات الطائلة..ثم يقسم بالله وزير الفيز أيماناً مغلظة ليوظفنّهم بائعين في البقالات والأسواق وسائقين لسيارات الأجرة وحلاقين وسباكين وحراس أمن..بينما طوني وجوني ومصفطى وعبده وكومار الذين أتوا بفيز عمال وسائقين وسباكين وبشهادات مزورة يعملون مدراء شركات وأطباء ومهندسين وطيارين ومستشارين.. بل وأتاحت لهم أن يقوموا بتوظيف السعودي وفصله بأنفسهم..وأهدت لهم المادة 77 على طبق من ذهب.

والدليل الثالث أن وزير الفيز حفظه الله عجز عن إيجاد مليون وظيفة لمليون عاطلة وعاطل من أبناء البلد..بينما في البلد اثنا عشر مليون أجنبي يشغلون وظائف..ويستمتعون بميزات التأمين الطبي وبدل السكن والتذاكر السنوية..ويهيمنون على اقتصاد البلد وينهبون خيراته التي تذهب ولا تعود أبداً.

والدليل الأخير الذي سأكتفي به رغم وجود اثني عشر مليون دليل ومليون شاهد من أبنائنا العاطلين على فشل هذه الوزارة..أن برامج(الإشارات)الحمراء والخضراء والصفراء المسمى نطاقات أصبح مهزلة أمام السعودة الوهمية والاستثناءات لكبار الهوامير والتأجيلات والتحويلات الفرعية والرئيسية في هذه الطريق المليئة بحفر المجاملات والواسطات والفساد المالي والإداري..أما برنامج حماية الأجور فهو لا يساوي ثمن(سلك)الإنترنت الذي يعمل من خلاله..فقد رأينا(الكراتين المعبأة بالأموال)كيف يتم تهريبها من البلد في(تريلات)البضائع..وكيف يقسم الموز نصفين ويوصل برزمة من فئة خمسمائة ريال..وكيف يحشى البطيخ بأوراق البنكنوت..وكيف تأتي(شلبية)إلى العمرة بداية الصيف ثم تغادر مع زوجها(حلمي)وهي ترتدي خمسة كيلو غرامات من الذهب..وكيف يتبرع رجل الأعمال الجليل الخيّر قوي الإيمان ذي الأيادي البيضاء بمائة مليون ريال للجمعيات الخيرية وجمعيات علاج السرطان وغسيل الكلى وغيرها من المؤسسات والمشاريع الوهمية خارج البلد..بينما هي أموال شريكه الأجنبي في العمل وقام بإخراجها(وزحلقتها) من السعودية بطريقة فنية..أو ذلك الذي يشتري(كلسون)كليوبترا بخمسة ملايين دولار(وسروال)نابليون بعشرة مليون يورو..ثم يرمي به في أقرب صندوق نفايات ويعطي صاحب المزاد الوهمي عمولته ويسلم الباقي للعامل الأجنبي الذي كان يتستر عليه هنا..وغير ذلك وغيره من الحيل التي لا تنتهي لتهريب الأموال السعودية.

إن وزارة الفيز حفظها الله مثل المدافع الذي يسجل في مرمى فريقه باستمرار..بل هي مثل الذي عندما سألوه:أين أذنك اليسرى؟!فمدّ يده اليمنى ليشير إليها رغم أن يده اليسرى أقرب لها..أو كالذي يترك المرق ويبلل لقمته بالماء..بل والأخطر من ذلك..أنها كمن يتآمر على شبابنا وشاباتنا ويلقي بهم في أتون البطالة والفراغ الذي يؤدي غالباً إلى الانحراف واتتشار الجريمة..وربما يصبحون لقمة سائغة ليد الإرهابيين والمرجفين وكافة المخاطر التي يتصورها والتي لا يتصورها العقل..وكل ذلك من أجل عيني حفنة من رجال الأعمال..وعيون الأجانب..غير آبهين بوطن ولا مواطن.

إنني أتساءل..مجرد تساؤل..متى ينتهي هذا(العكّ)الوظيفي لوزارة الفيز وغيرها من وزارت(العكّ والإهمال)؟!
صحيفة أنحاء

أضيف بتاريخ :2017/07/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد